على المقهى الصغير الذي أجلس عليه في "شبرا" إقتحمني صديقي الشاب مقاطعًا إلتزامي بالإجراءات الإحترازية والتباعد الاجتماعي.. وأصر أن يجلس معي، ليته جلس صامتًا.. بمجرد أن وجدني وضعت الموبيل بجانبي..
بادرني بسؤال: حكايته إيه عصام العريان الذي تتكلم عنه صفحات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي؟ سحبت نفس من سيجارتي الملعونة، التي ترفض أن تنفذ يمين الطلاق الذي ألقيته عليها أكثر من مرة ولكنها ترفض أن تغادرني.. وقلت له عن أي عصام العريان تسأل.. عصام العريان قبل 25 يناير.. أم بعد 25 يناير؟
رد صديقي الشاب وشعرت إن صدره ضاق من إجابتي.. وهل يوجد فرق؟ رديت بسرعة: طبعًا عصام العريان الذي عرفته قبل 25 يناير في كواليس البرامج التي كنت أشارك في إعدادها.. كان شخصًا متواضعًا دمث الخلق قليل الكلام، خجول خجل لا يليق بمن يمارس العمل السياسي والنقابي والإلتقاء بالجماهير في حشود! ق
قاطعني صديقي قبل أن استرسل في كلامي وقال: وبعد 25 يناير؟ طلبت فنجان قهوة.. والتفت نحوه.. انقلبت الشخصية على طريقة الفيلم الأمريكي الشهير (مستر جايكل أند مستر هايد) ظهر في البرامج متكبرًا مغرورًا، سليط اللسان.. يتكلم (بالعين والحاجب) ثرثار أكثر من اللازم.. يتحرك في المؤتمرات والندوات (نافخ ريشه) أشبه (بالطاوس).. يهدد كل محتلف معه في الرأي.. جاهل سياسيًا وتاريخيًا.
يكفي (إفتكاسته) لدعوة اليهود إلى مصر للحصول على حقوقهم التاريخية.. وأموالهم التي نهبتها ثورة يوليو!. كل هذا يفسر إن هذا (العريان) هو نموذج للمنهج والفكر الأخواني.. الذي إعتمد أسلوب (التقية) ليعيشوا بيننا ويخدعونا.. ويخدعوا بسطاء الشعب المصري.. بإتسامتهم الصفراء، وتسويق التسامح.. وهم يحملوا لمصر والشعب المصري كل هذا الكره، وهذا ليس جديدًا عليهم.. هذا منهج معتمد في مناهجمهم وأبجدياتهم.
أذكر أن صديق ربنا كتب له النجاة مبكرًا من إستكمال حياته إخوانيًا حكى لي.. إن الإرهابي وجدي غنيم عندما كان في مصر قبل أن يخرج منها هاربًا وإن شاء الله سيعود إليها مقيدًا بالسلاسل.. كان يلقى عليهم المحاضرات.. ويعلمهم إتقان الكذب على أسرهم.. (بما لا يخالف شرع الله).. مثلًا أن يقول الشاب إنه ذاهب مع أصدقاءه الى السينما لمشاهدة فيلم... وهو في الأساس ذاهب لإجتماع تنظيمي.. وحتى لا يكون كاذبًا لا يوجد مانع أن يمر من أمام دار العرض السينمائي وهو في طريقه للإجتماع!
العريان نفسه.. الذي يتباكى عليه بعض السذج في السبعينات في كلية الطب القصر العيني كان يقود الميلشيات المسلحة بالجنازير هو وعبد المنعم أبو الفتوح للإعتداء بالضرب على شباب اليسار وتخريب العروض الفنية وتمزيق اللوحات في معارض الفن التشكيلي.
صديقي الشاب بعد أن نفذ صبره قال لي: "أمال ايه اللي مكتوب على الفيس بوك ده"؟ ضحكت عادي.. ياراجل على الفيس بوك النبي عليه الصلاة والسلام طلب من مرسى يقف بهم أمام.. أشرب عناب وروق دمك!
التعليقات