بعد أن إنتهينا من حكاية بروفة لقاء السحاب "انت عمري" والأزمة الصحفية الكبرى التي هددت مستقبل الصحفية الناشئة ايريس نظمي، بعد أن ضبطتها كوكب الشرق، متسللة داخل البروفة، بصحبة مصور مجلة "أخر ساعة" محمد لطفي، وكيف تخلى عنها عبد الوهاب، أو بمعنى أدق باعها خوفًا من غضبة أم كلثوم..
ولكن أنصفها الكاتب مصطفى أمين بنشر التقرير المصور.. متحديًا سلطة ونفوذ أم كلثوم.. لم أستطع أن أتجاهل .. قبل أن نتكلم عن شادية.. مذكرات "ملك الترسو" التي كانت سر تعارفي كقارئ على الكاتبة ايريس نظمي..
بمجرد أن ذكرت أمامها أسم الكتاب (ملك الترسو) بدأ التوهج من جديد ينطلق من عينيها.. خاصة بعد أن قلت لها: "إنني كنت أشعر خلال قراءة المذكرات.. إن فريد شوقي كان مسحور له أو منوم مغناطيسي.. حتى يقدم هذه الإعترافات الساخنة".. ضحكت قائلة: "فريد شوقي.. من شدة الصدق في الإعترافات..
كان يؤدي المشاهد التي عاشها كأنه يقف على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا.. كان متأثرًا لدرجة إنه كان يبكي ويضحك وينفعل! ووصل لذروة الأداء.. وهو يقوم بوصف مشاهد النهاية لعلاقته الزوجية مع الفنانة هدى سلطان، بعد أن تردد في الوسط الفني إنها إستغلت سفره للمشاركة في أفلام في تركيا وإرتبطت عاطفيًا بالمخرج المسرحي حسن عبد السلام!..
كان فريد شوقي صريحًا في مذكرات "ملك الترسو" كأنه يعيش لحظات التطهر! والتكفير عن ذنوبه.. ورغم الشظايا التي تطايرت في الأجواء التي تسببت في جروح للبعض، الكل إلتزم الصمت! إلا سيدة ظهرت فجأة وطلبت مقابلة كاتبة المذكرات.. وعرفتها بنفسها الراقصة "سنية شوقي" زوجة فريد شوقي على سنة الله ورسوله.. وليس كما ذكر في المذكرات إنها عشيقته.. إحترامًا للحقيقة والمصداقية..
قامت إيريس نظمي بنشر وثيقة الزواج على صفحات مجلة "اخر ساعة" ولم يعقب فريد شوقي!. بعد إنتهاء حكاية فريد شوقي.. ساد بيننا فترة صمت. أو فترة التقاط أنفاس.. قبل أن نذهب إلى الحديث عن (شادية).. فوجئت بها تكلمني عن مذكرات (عماد حمدي) التي لم تكتمل بعد أن منعتها زوجته نادية الجندي من اللقاء به.. خوفًا أن يحكى عن الحالة المتردية التي وصل إليها..
ورغم إنها التي تكلمت عن عماد حمدي لم أشعر إنها متعاطفة معاه.. بسبب زواجه الغير متكافئ بينهما فارق عمر طويل.. نفس أزمة زواجه وطلاقه من شادية.. هذا الطلاق الذي فتح أبواب الحزن في مشوار "شادية" التي خاصمها الفرح... على رأي ايريس نظمي.. ولم تكن أبدًا سيدة البهجة.. كما يتيخلها المعجبين.. ولكنها كانت أمرأة مخلوطة بالحزن..
عاشت دائمًا منكسرة بسبب عدم الإنجاب، محطمة عاطفيًا بعد فشل قصة حبها الوحيد من فريد الأطرش، الحب الذي إغتالته بنفسها قبل أن تتورط في الزواج، ورغم هذا تورطت في زيجات فاشلة.. منهم زيجة صنعت منها نجمة على صفحات الحوادث.. بعد أن كانت نجمة الأغلفة الملونة.. ولم ينقذها إلا إرتباطها بالكاتب مصطفى أمين.. هذا الإرتباط الذي كان محلًا للشكوك..
وهدفًا لمجالس النميمة، لدرجة تم إستغلال هذه العلاقة لأبتزاز مصطفى أمين سياسيًا من قبل بعض الأجهزة المعادية له.. ورغم هذا (حسب كلام) الكاتبة ايريس نظمي لي: لم تخضع شادية للإبتزاز.. ولم تقطع علاقتها بالكاتب مصطفى أمين.. ورغم المراقبة الأمنية لبيته.. لم تنقطع عن زيارته يوميًا.. في توقيت كان الأصدقاء يهربوا من لقاءه تفاديًا للصدام مع السلطة..
ولكن "شادية" الجدعة أبنة حي شبرا.. ظلت متمسكة بهذه العلاقة سواء كانت صداقة.. أو كما تردد زواجًا سريًا. وبعد دخوله السجن.. كانت تجاهر ببراءته في الجلسات الخاصة من التهم المنسوبة إليه.. متحدية كثير من التحذيرات والرسائل التي كانت تصل إليها.
في هذه الجلسة مع الكاتبة ايريس نظمي عرفت وجهًا أخر لـ شادية.. غير (الدلوعة).. لدرجة إنني قلت لها هذه السيدة تستحق أن يطلق عليها (سيدة الحزن).. ردت: تصدق ده كان ينفع عنوان المذكرات!
التعليقات