أول موضوع صحفي عملته.. كان موضوع ثقيل.. عنوانه (من يكتب تاريخ مصر الحقيقي)، قماشة الموضوع.. فرضت علينا التنوع في المصادر، حتى المختلفين معهم في الآراء والتوجه السياسي.. مثل الإخوان الذي كان لهم تواجدًا سياسيًا في الثمانينات.. ومسموح لهم بالتحرك في حدود تنظمها الدولة.. أو بالإتفاق..
أذكر إنني إستعنت بمصادر من العيار الثقيل د. حلمي مراد. نائب رئيس حزب العمل، المستشار ممتاز نصار زعيم المعارضة في البرلمان، والقاضي الجليل. د. إسماعيل صبري عبد الله المفكر اليساري والخبير الاقتصادي، د. يونان لبيب رزق، أ. فتحي رضوان المناضل القديم، أ. عمر التلمساني المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.. كل دول كوم والشيخ عمر التلمساني كوم.. استقبلني الراجل في مكتبه في مجلة الدعوة استقبال ودود.. بس لما عرف السؤال.. ضحك:
ـ ده سؤال محتاج كتاب مش تحقيق صحفي في جورنال.. عموما بكرة هتلاقي الإجابة مكتوبة مع بدر..ـــ سكرتيره الصحفي.. والذي كان يعمل صحفيًا بجريدة الأخبار ـــ استلمها منه.
تاني يوم روحت في موعدي.. استقبلني الصحفي الإخواني الراحل أ. جابر رزق.. لما عرف سبب حضوري أخبرني أن أ. بدر زفافه النهارده بالليل وهوه في إجازة.. حسيت إن دش بارد وقع فوق دماغي:
ـ بس أنا لازم أسلم الموضوع بكره في الجورنال.. هيرفدوني والله يا أستاذ.
شكلي صعبت على أ. جابر.. إداني عنوان الفرح.. بعد صلاة المغرب.. خدت جمال شوقي وروحنا على العنوان في بولاق الدكرور.. كنا أول مرة نحضر فرح إسلامي.. الحريم في مكان والرجالة في مكان.. وعدد المخبرين والضباط أكبر من عدد المعازيم الموجودين.. بعد كتب الكتاب..على مائدة العشاء المحترمة.. اتسحبت لغاية ما بقيت بين العريس والشيخ عمر.. فكرته بنفسي وشغلة أسطوانة:
ـ هيرفدوني لو التحقيق ما اتسلمش بكره.
الراجل بقى يبص لي نظرات دهشة.. عايز يقولي "إنت طلعت ليه منين".. بعد الأكل.. كتب لي عنوان بيته على ورقه.. ووعدني بتسليمي الرأي المكتوب لو زورته في بيته تاني يوم.
أخدت منه الورقة وانصرفنا أنا وجمال شوقي.. 9 الصبح كنت باخبط على باب بيته المنزوي في أحد حقول شارع الهرم ـ محطة شركة الأدوية.. فضلت أنده من الشارع:
ـ يا أ. بدر..
قبل ما نفقد الأمل.. لقينا مجموعة حريم شايلين صواني فوق دماغهم من أهل العروسة والعريس.. خدنا كمية توبيخ:
ـ حد يزور عريس يوم الصباحية!
بعد ما طلعوا ودخلوا البيت المقفول بسلاسل.. واحدة ظهرت من البلكونة.. وطلبت مني أطلع أ. بدر في انتظاري.. بعد شوية اعتذارات ومجاملات وشرب الشربات.. فتح شنطته السيمسونايت.. إداني الرأي مكتوب.
المفاجأة اللي لم أتوقعها وعرفتها قريب...
أن العروسة ـ عروسة أستاذ بدر ـ عزة الجرف الشهيرة بـ"أم أيمن"، التي كانت مثار ضجة وجدل بتصريحاتها الغبية في السنة الكبيسة التي حكم فيها الإخوان..
التعليقات