تحمل مؤسساتنا العربية منذ زمن ليس ببعيد على كاهلها عبء الروتين والعشوائية ومازلنا نتذكر بعض المواقف المضحكات المبكيات التى تزدحم بها مسلسلاتنا وأفلامنا وقصص من الواقع تحمل مع السخرية الكثير من الالم.
وسط مؤسسات تعمل بفكر الجزر المستقلة المنفصلة أتت قبلة الحياة لتنقذ تلك المؤسسات وتتحد لينطلق فكر التميز المؤسسي ليجوب سماواتنا العربية متخذا من دولة الامارات الشقيقة نقطة إنطلاقه ويحمل تجربة دولة ثبتت أقدامها فى مجال التطوير المؤسسى.
ليكون التنسيق والتعاون فعلا وعملا وليس قولا بلا جدوى فالعمل داخل المؤسسات أينما كانت وفق خطة مدروسة العواقب والتحديات وتملك إستشرافا للمستقبل وتحمل من الابتكار ما يتفق مع رؤيتها ورسالتها لهو أمر هام وعاجل للتنفيذ فلا يوجد وقتا فى هذا العالم السابح فى الفضاء الذى يسير بسرعة الفيمتو ثانية أن يملك رفاهية الانتظارأو التأخرعن الركب الموجود.
ما أتت به العولمة من صدمات وجدنا الكثير من دول العالم المتقدم أعد عدته لها بما يتفق مع كافة المخاطر وتحليل جاد لبيئته الداخلية والخارجية لنجد من يناطح ويصارع ويضع أقدامه فى المقدمة وهناك فى الخلف من أركن نفسه للرياح تسوقه كيفما تشاء ولتكون تلك أولى تجارب العالم فى تحريك الماء الراكد للدول والمجتمعات.
التخطيط لماهو قادم ليس عدوا كريها او كئيبا بقدر ماهو رؤية مستقبلية تزيل الغموض عن بعض ما قد نلاقيه فى مسار الحياة ونحدد من خلاله عدد ضحايانا ومكاسبنا ومانملكه لنحد من خسائرنا.
أهم ثروات العالم هى الانسان وهو حجر الزاوية فى التطورالمؤسسي الذى يعمل بكافة طاقته على هذه الثروة فمهما بلغت التكنولوجيا والتقدم العلمى فما يحركهما هو عقول البشر وإذا إستثمرنا هذه العقول كما ينبغى لحصدنا المراكز المتقدمة.
اليوم الدول التى تعمل على بناء الانسان داخل مجتمعاتها وتملك الرؤية بعيدة المدى والاليات الاستراتيجية الصحيحة ستجدها دولة قوية تملك دائما خطط بديلة ولا تقف مهما سبحت ضد التيار بل تتزود طاقة بما تملكه من عقول مبتكرة متجددة تستشرف مستقبلها كما ينبغى ان يكون.
القائمة العربية حافلة بالدول التى إعتمدت التخطيط أسلوب للإدارة ومع الوقت سيظهر الاثر بوضوح الشمس وستحظى مجتمعات تلك الدول بالاسبقية فى الكثير من الاشياء كما ستتجدد دماء المؤسسات الحكومية لنجد صورة مختلفة للموظف ولعل وعسي أن تلاحظ الدراما تلك التغييرات لتقدمها فى موادها الفنية لتقدم نمطا جديدا قد نجد من خلاله بارقة أمل فى الغد.
التعليقات