أجدها الأفضل تلك الحياة التى يشوبها الحذر فلا توجد عشوائية للتعامل فكم ربطنا بين الفوضى والتلقائية وألصقنا السيىء بالجيد تحت عناوين براقة (لنكون طبيعيين بلا تكلف ولا إصطناع) وكأن التعامل طبقا لقواعد هو شىء ممل ومرهق لنا، لا أنكر عشقى للجنون فهل الجنون هو السباحة ضد سلامتك الشخصية؟
نتعايش الآن مع مجهول لا نراه ولكنه واضح وصريح مع كل هذا الغموض الذى نظنه فيه فيروس الكورونا لا يقتحم حياتك بدون موافقتك العلنية أو الضمنية لذلك فلا يدخل بيتك الا بإذنك فقط إفتح الباب وإستضيفه هكذا بمنتهى البساطة.
أحب تلك التعليمات فى التعامل وتعاطينا معها ونحن كارهون ، فبحكم العادات والتقاليد لا أنكر إحتياجنا للحضن والقرب من الاخرين المحببين إلينا ومن قال أننا لا نستطيع ، فقط نعزز تلك المشاعر لتكون غالية ونقدرها حق قدرها ولمن يستحقها.
إذا وجدت فى نفسك القدرة النفسية للتعامل ومرافقة الاصدقاء لاحدى الكافيهات فلن تجد من يتسمع لاحاديثك فالمسافات صارت بعيدة صارت أخر أخبارك لها خصوصية، متران ليسا بالمسافة الهينة فكانت المراد لنحظى بمتعة الرفقاء.
من يتحدث معك سيفكر فيك ستكون محور تفكيره هو يرتدى الكمامة الطبية إما خوفا منك أوعليك كم لها من مشاعر عظيمة أجبرنا عليها وكنا نتجاهلها بدعوى الحب ولكن أليس الحب أفعال لا أقوال.
بطبيعتى شخصية تفاؤلية أجد دائما كوبى ممتلئا مهما وجده الاخرون فارغا فالكورونا بها أكواب ممتلئة كثيرة فقط لاحظ وراقب.
صارت قدمى وسيلة المواصلات الاقرب إلى قلبى فمخاطرها أقل وأصبحت أرتب أفكارى أفضل وأجد وقتا لى معى.
لم يعد مسموحا لاحد أن يستخدم أدواتى إما خجلا أو اتفاقا مع (سيبيها على الله ) فالان الخصوصية شملت كل الاشياء والله موجود فى كل الاحوال تلك ميزة أجدها عظيمة مع من يخجلون من الاخرين مثلى.
لم أعد أفكر متى يرحل هذا الضيف الثقيل فالحياة التى نعيشها الان لن تتغير نحن تعودنا عليها طوال 100 يوم ويزيد وأثق أن الحياة ستتشكل من جديد بألوان أخرى نكتسبها من خلال أخطر محنة واجهها العالم فى ظل تقدم تكنولوجى وقف عاجزا أمامها.
التعليقات