تتزايد التحديات التي تواجه الصناعات العملية يوماً بعد يوم، حيث يحتاج المصنعون إلى تقليل تباين الإنتاج والحد منه لتحقيق الاتساق في العمليات سواء المتصلة أم العمليات الدفعية. كما تؤدي المتطلبات التنظيمية الجديدة، والتي تؤثر على الصناعة، إلى زيادة الطلب على الموارد المتاحة. وعدم الامتثال الباهظ التكلفة، وكذلك الحاجة إلى تطبيق معايير عالية فيما يتعلق بمبادرات حماية البيئة.
يشكّل الوقت بالنسبة للسوق عاملاً فارقاً في الحصول على الحصة السوقية، وهو حيوي كذلك لتغطية تكاليف إصدار منتجات جديدة في السوق. ولذلك تحتاج عمليات ضبط الأهداف وتحقيق أهداف الإنتاج إلى التعاون في جميع أنحاء المؤسسة من أجل تحديد المشاكل وحلها بسرعة عند وقوعها.
يعد تحسين فاعلية الأصول أولوية قصوى لشركات الصناعات الكيماوية التي تطمح إلى الحصول على أفضلية تنافسية. ومع ارتفاع تكلفة المشاريع الرأسمالية، فإن تحقيق الاستفادة القصوى من المعدات الموجودة هو حافز استراتيجي لتحقيق أقصى قدر من الأرباح وتلبية طلبات العملاء. ويساعد إنشاء معايير على مستوى المؤسسة لأداء الأصول على تقليل وقت التوقف عن العمل وزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتج. صُمِّمَت أنظمة تنفيذ التصنيع لمعالجة هذه التحديات، ويوجد في صميم هذه النظم أساس البيانات لجمع بيانات عملية السلاسل الزمنية، إلى جانب خصائص المنتج، وأجهزة الإنذار وباقي بيانات الحدث.
وباستثمار أنظمة تنفيذ التصنيع وإجراء التحسينات عليها، يمكن لشركات الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية أن تجمع وتدمج وتخزن وتسترجع البيانات بسهولة من مصادر متعددة، وذلك لتكوين صورة كاملة حول عمليات الإنتاج.
جعل البيانات هادفة
يرى رواد الصناعة أن بإمكان التكنولوجيا تزويد أعمالهم بأفضلية تنافسية ومساعدتهم على تقديم منتجاتهم إلى السوق بفاعلية أفضل وبجودة عالية. تعتمد المصانع الذكية على التكنولوجيا بشكل أساسي، مثل إنترنت الأشياء الصناعي واستخدام الأجهزة النقالة، والتي تمكن الموظفين من السيطرة على العمليات، والحصول على رؤىً أعمق مع رؤية لسلوك التصنيع، كما تساعد على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب لتصحيح المشاكل بسرعة. إن المرونة وخفة الحركة التي توفرها هذه الابتكارات اليوم يمكن أن تشكل هي كل الفارق بين النجاح والفشل، خاصة عند الحاجة إلى تحقيق أهداف الإنتاج وحماية هوامش الربح.
ومع تحول إنتاج الصناعات التحويلية إلى التعقيد، تظهر أهمية الحاجة إلى محطات أنظمة تنفيذ التصنيع المتطورة لإعطاء معنى لحجم البيانات الضخم. ويمكن للموظفين في كثير من الأحيان الوقوع تحت طائلة مهام يدوية مضنية، مثل فك تشفير تيرابايت من المعلومات، إلا أن وجود أدوات تحليلية قوية من شأنه أن يخفف من هذا العبئ. ومن المثير للاهتمام، أن تقرير غارتنر عن دليل السوق لبرامج نظام تنفيذ التصنيع قد أوضح أن أكثر من 70٪ من البيانات الناتجة أثناء الإنتاج نادراً ما يتم استخدامها. إضافة إلى ازدياد الاعتماد على أجهزة الاستشعار الذكية والأجهزة المتوقعة إضافتها عبر تقنيات إنترنت الأشياء، وقد تحول التحدي الذي تواجهه أنظمة تنفيذ التصنيع من كيفية جمع البيانات إلى كيفية تحديد ما هي البيانات الهادفة التي ينبغي الاستفادة منها، ومن الممكن رؤية هذا التحول بوضوح.
عادةً ما يستخدم مصطلح "حساب البيانات" ليعكس الوقت الذي يستغرقه تحويل البيانات من صيغة إلى أخرى من أجل استئناف سير عملية التحليل. والوقت عامل حاسم للحد من الأضرار المالية الناجمة عن العملية. ولتحسين فعالية الأصول، يجب تحديد الأسباب الجذرية للتباين في أداء المصنع بسرعة. كما أن فهم أسباب الانحراف عن الأداء المفترض أمر ضروري، كذلك معرفة كيف يمكن أن تظهر نلك الأسباب في المنتجات منخفضة الجودة، الأمر الذي من شأنه أن يسبب تكاليف إنتاج إضافية. ومن الممكن متابعة التحليلات وتوفير وقت حساب البيانات وإتاحة المزيد من الوقت لحل المشاكل، وذلك في ظل وجود سجل البيانات الصحيح والأدوات المساعدة له.
تعتمد إدارة البيانات على وجود أدوات قوية لإضفاء الطابع السياقي على المعلومات في صيغ غنية وسهلة الفهم. وتساعد أدوات التصور والتحليل الخاصة بآسبن تك المستخدمين على إنشاء تحليلات غنية السياق لعمليات الإنتاج الخاصة بهم. يتم إنشاء السياق من خلال تراكب بيانات التسلسل الزمني للعملية مع خصائص الإنتاج، والأحداث، وأجهزة الإنذار والتعليقات التوضيحية من المشغلين والمهندسين. ويوفر جمع هذه البيانات السياقية صورة كاملة عن عمليات الإنتاج ومحركاتها بشكل أسرع وأكثر فعالية للتحليل، مما يؤدي إلى تحسين استخدام الأصول وزيادة كفاءة استخدام الموارد البشرية.
استُخدمت أنظمة تنفيذ التصنيع في العمليات الكبيرة والصغيرة، كما استخدمها المصنعون المنفصلون لتحسين الجودة والحصول على رؤية أفضل لبيانات الإنتاج وتبسيط العمليات وإزالة عبئ المهام اليدوية. وعادةً ما يظهر الاسترداد على مستوى المصنع في غضون ستة أشهر من بدء استخدام أدوات أنظمة تنفيذ التصنيع التي تحقق منافع على مستوى المصنع وصانعي القرار التنفيذيين.
تحويل البيانات إلى أرباح
يساعد السياق على جعل البيانات ذات مغزى وتوفير صورة كاملة عن وضع الإنتاج. إن تنظيم وتبادل المحتوى أمر ضروري في بيئة البيانات الكبيرة، كما يساعد على خلق قوة عاملة تعاونية يمكنها أن تعمل في توافق لتحقيق أهداف الإنتاج. ويمكن تجميع المحتوى في عروض مقسمة وتنظيمه في مناظر مخصصة، بحيث يمكن للمستخدمين فهم أداء المصنع بسهولة.
ويشمل الإنجاز التكنولوجي غير المسبوق لأنظمة تنفيذ التصنيع ميزات قوية للعمليات المستمرة وعمليات الدفعات لتقديم أداء رشيق وسلس. تساعد السرعة والقوة والمرونة المستخدمين على حل مشاكل الإنتاج بسرعة والحد من الخسائر. وفي حالة المنتجات الغنية، فإن الدراسات التحليلية سهلة الفهم هي مصدر صنع القرار الجيد، و تسمح حلول أنظمة تنفيذ التصنيع المتطورة لصناع القرار بإتقان التحكم في المعلومات بأسلوب سريع ومتسق وقابل للمشاركة لتقديم قيمة ملحوظة طوال دورة حياة الإنتاج.
التعليقات