استرعى انتباهي اللقاء الثري الذي جمع بين الفنان خالد النبوي والإعلامية منى الشاذلي أمس في برنامج ”معكم“، وكان اللافت للانتباة خلال اللقاء تجاهل الفنان الحديث عن مسيرتة الفنية كالمعتاد، وفٍضل الحديث عن ما هو أهم من ذلك كما يراه، وهو الحملة الإنسانية التى يقودها النبوي للتبرع بالدم.
اختيار النبوي سفيراً لبنوك الدم بالهلال الأحمر المصري لم يكن عشوائياً، فليست شعبيتة وحدها هي من اسندت إليه هذا المنصب، بل كان لثقافتة ولباقتة والكاريزما التى يتمتع بها حظاً وافر فى هذا العمل الهام والعظيم فى مضمونة ايضأً.
استطاع الفنان أن يضيف للحملة أفكاراً غير نمطية بثت الطمأنينة فى قلوب الفئات المستهدفة، وأن تبرعاتهم ستعود بفوائدها الجمة على جميع المحتاجين، فضلاً عن تأكيده علي أن التبرع بالدم ليس مقصوراً على فئة معينة، كما أن الحملة لا تستهدف طبقة دون غيرها، مشيراً إلى أن التبرع والعمل التطوعى يشمل الجميع وتلك هى العدالة بعينها .
النبوي من الأشخاص الذين يعملون فى صمت بعيداً عن الأضواء، لذلك نجد دائماً أعمالهم التى لا تدخر جهداً فى سبيل الإنسانية تسبقهم وتتصدر الكاميرات، ليخرج بعدها ويعبر عن سعادتة، فالفنان لم يدمن فقط التطوير من نفسة ومهاراته، بل عمل على أن يكون نموذجاً للفنان الواعى بما هو مقبل عليه وليست بهرجة العالمية من تقوده.
فى لقاءه تحدث كثيراً عن أهمية الاستماع إلى المشاركين فى الحملة من المواطنين، والرد على تخوفاتهم والعقبات التى تواجههم والعمل على إزالتها، وايجاد أفكار تطور من الحملة لتحظى برضا المستهدف من المواطنين، والشعور بالأمان وأن تبرعاتهم ستصل للمحتاجين وقد يكون أحد, منا فعلى حد قوله ليس هناك منزل ليس به مريض، وهو ما نحتاجه بشده فى جميع أوطاننا العربية، وأشار إلى البهجة التى يشعر بها الإنسان وقت تبرعه لمن حوله، ولم يعظم أمر مشاركته فى الحملة، بل أكد أن المتبرعين هم الجنود الحقيقيون، وتلك كلمات تصدر من فنان مسؤل وحقيقي وهو ما نفتقده أحيانا فى الوقت الراهن .
الفنان بصفة عامة يدخل فى حيز اهتمامات الشعوب العربية بشكل كبير، فتجد أغلب الشباب يتابعون أخبار الفنانين وتستحوذ على فكرهم العناوين التى قد تكون فى أغلبها كاذبة، أو تتحلى ببعض الملح الزائد لزوم رفع عدد الشير على صفحات التواصل الاجتماعى، ولكن فى النهاية كل هذا مثل زبد البحر ولا يبقى سوى صورة الفنان الملتزم المثقف الواجهة المحترمة لبلده، ويفتخر بها المواطن لشعوره أن الفنان إنسان مثله وليس فى برج عاجى ينظر من إرتفاع لا يرى فيه سوى نفسه بوضوح .
نتمنى أن ينجح الفنان خالد النبوى فى زيادة أعداد المتبرعين بالدم لاهمية تلك الحملة، فإنقاذ حياة قد يتوقف على كل منا، وحياة أحبائنا قد ينقذها كيس من الدم لشخص لا نعرفه، وتلك هى عظمة التبرع فى حد ذاتها، فهى إنكار للذات وحب الخير للجميع والمؤكد أننا سنحظى بجانب منه .
التعليقات