اختيار الالوان والديكور المناسب للمستشفيات والعيادات من الامور الهامة للمريض نفسيا فالرعاية الصحية وطاقة المكان يمكن أن يكون لها تأثير كبير على تصور المريض للرعاية الطبية التي يتلقى فيها العلاج والرعاية فالالوان لها تاثير بليغ الأثر، على الشفاء الفعلي.
فمن هنا نستكشف علم نفس اللون، وكيف أن الأشكال المختارة بعناية على الجدران والأرضيات والأثاث يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي بالفعل على صحة الشخص ورفاهيته وراحتة .
"يجب أن يكون اللون في بيئة الرعاية الصحية أكثر من ان يجعل المبنى جذابًا. فيمكن للديكور المختار بشكل جيد أن يساهم بشكل إيجابي في خلق بيئة صحية وعلاجية للمرضى و يشعروا فيها بالراحة والاستشفاء .
فتحويل بيئة الشفاء وطاقة المكان و اختيار الألوان والمنتجات التي تحدث فرقا للمرضى .
على سبيل امثال تأثير ألوان معينة مثل اللون البرتقالي على تحفيز الشهية ، في حين أن اللون الأزرق يمكن أن يقلل من شهية المرضى . و الافضل إنشاء أنظمة ألوان محددة جدًا لغرف تناول الطعام في منشآت الصحة العقلية التي تعالج الأشخاص المصابين بفقدان الشهية.
ومع ذلك ، فإن البرتقال يحفز النشاط العقلي ، لذلك غالبا ما يتم تجنبه في وحدات الصحة العقلية التي تعالج أولئك الذين يعانون من ظروف نفسية حادة مما قد يجعلهم في حالة هياج شديدة .
بالرغم من ان الاصفر مناسب جدا لمرضى الصحة النفسية والعقلية فهو يساعد ويحفز النشاط العقلي لديهم واكبر أمثلة على ذلك اختيارة لدليل الشركات والاوراق الصفراء للتذكر ولعل أشهر اسم دال على ذلك السرايا الصفراء .
وبصرف النظر عن كيفية جعل اللون يشعر المرضى بالارتياح ، يمكن أن يكون لها أيضا تأثير على التشخيص. المرضي للمرضى المعرضين لخطر انخفاض مستويات الأوكسجين أو زرقة موجودة مع تلوين الجلد الأزرق أو الأرجواني. حيث الافضل التشخيص في انعكاس من أضاءة صفراء لتوضيح التشخيص الطبي في لون البشرة الزرقاء للمرضى ، في حين أن الانعكاس الضوئي من الأسطح الزرقاء يمكن أن يعزز بشكل غير طبيعي لون جلد المريض بنفس اللون.
بنفس الطريقة، يمكن للأسطح الصفراء أو الزرقاء أن تجعل مراقبة الأطفال المصابين بأمراض الكبد ، والذي لديهم اصفرار في الجلد ، ان يكون التشخيص للطبي أكثر
كذلك يرتبط اللون الأصفر، بالفرح والسعادة والفكر والطاقة ، وبالتجربة اثبت أنه يجعل الأطفال يبكون أكثر، لذا يتم تجنبه في كثير من الأحيان في عنابر الأمومة والمواليد الجدد.
اما الأحمر ، هو لون القوة والنشاط والغضب، فهو يرفع ضغط الدم ، لذلك لن يكون الخيار الأفضل لوحدة القلب.
فبيئة الرعاية الصحية لابد ان تقسم الى ثلاث مناطق منفصلة ، لكل منها احتياجاتها الخاصة بالألوان.
وأماكن إقامة المرضى والعلاج - يجب أن يسود لون محايد أكثر ليونة واختيار لون يساعد على الاستشفاء ويشعرك بالامل والثبات فافضل لون سوف نعتمدة هنا اللون الاخضر الفاتح وهو لون الأشجار والمزروعات لتضفي جو من التفائل والاستشفاء، فالطبيعي دائما ينصح الطبيب المريض دائما بفترة نقاهة في المزرعة او الحدائق او العزبة كما في الأفلام القديمة ولا ينصحة بالذهاب الى البحر، فيجب أن يكون التصميم الداخلي فاتحًا. لإعطاء الاهتمام، يمكن استخدام لوحة أكثر نعومة لتسليط الضوء على السمات الرئيسية مثل، أبواب الدولاب أو جدران النوافذ. فيمكننا اضافة اللون الابيض لتعطي شعور بالنظافة والنقاء والاهتمام مع اللون الاخضر الزرعي للاستشفاء.
اما القسم الثاني هي غرف الانتظار والاستقبال يجب أن تكون أنظمة الألوان في غرف الانتظار مثيرة وممتعة، مع استخدام ألوان مميزة لإبراز الأقسام المختلفة.
يمكن أن تكون الممرات والاستقبالات مختلفة ومزدهرة في كثير من الأحيان، وذلك للمساعدة في الحركة والتوجيه للأقسام المختلفة، ويمكن تقسيم الممرات الطويلة بألوان ارضية كاللون البيج مع تواجد بعض الملصقات على الجوانب لتعطي امل وتفائل من ناحية وتقصير طول الممرات من ناحية اخرى، ولتوجية أو تحديد الإدارات المختلفة. الموزعات والطرق خلف مكاتب الاستقبال او على الجانبين.
أما الأماكن العامة لابد ان يبرز ديكور والوان أكثر دفئا في المطاعم والمقاهي او اماكن تجمع العاملين .
يجب أن تكون أجنحة الأطفال مثيرة للاهتمام ومفعمة بالحيوية باستخدام مزيج بسيط من اللمسات النقية لخلق انطباع من المرح، وألوان واضحة وغير متطورة للحد من القلق والارتباك والابتعاد تماما عن اللون الاصفر في تلك الأجنحة.
يجب أن تكون وحدات العناية المركزة مهدئة وهادئة، مع نغمات محايدة ناعمة. بينما تحتاج غرف الاستشارة إلى التقليل من الألوان المحايدة بشكل رئيسي، مع ألوان مميزة فقط حتى لا يحدث خطأ في التشخيص البصري نتيجة لانعكاس الاضاءة على لون الحوائط .
تحتاج غرف العمليات إلى اعتبارات خاصة إضافية، حيث يتم طلاء الجدران باللون الأخضر / الأخضر، فهذه خطوة مدروسة للغاية للتصدي للتأثير على العين من التحديق المطول في اللون الأحمر العميق للجروح المفتوحة. بما أن اللون الأخضر هو اللون المناسب جدا إلى اللون الأحمر، فيمكنه تحييد الصورة التي ينتجها تركيز الجراح. ينصح باستخدام ألوان أكثر برودة في هذه المناطق. اما المريض الذي يدخل الى غرفة العمليات، وهو في حالة وعي الى ان يتم تحذيرة فهو في حاجة ماسة لرؤية اللون الاخضر ليهدئ من روعة كثيرا قبل مرحلة التخدير .
تباين الألوان أمر حيوي في إعدادات رعاية المسنين، حيث يمكن أن تؤدي المشاكل الإدراكية والإدراك إلى السقوط وزيادة القلق.
حيث أن تغيير لون مقعد المرحاض إلى الظل بنسبة 30٪ على الأقل وان يمون المرحاض مختلف عن الوان الحمام بنسبة مختلفة ليتميز المرحاض عن الحوض فيعني أن المرضى من كبار السن، والذي يقل ادراكهم نوعا ما يمكنهم رؤية مكان الجلوس وتجنب السقوط المحتملة.
احداث تغييرات في التصميم والديكور على مرافق وأقسام المستشفى، تهدف إلى مساعدة المرضى على معرفة مكانهم ومساعدتهم في العثور على منطقة السرير الخاصة بهم، ومنحهم شيء مألوف للقيام به أو للنظر فيه. انها الأشياء الصغيرة التي يمكن أن تحدث فرقا هائلا في الشفاء .
"إن علبة من الطلاء الملون لا تكلف الكثير، ولكن تأثيرها كبير".
كما ان تأثير اللون على الحواس اة ابلغ التأثير. فعلى سبيل المثال، تبدو الألوان الزاهية خفيفة الوزن ، أما اللون الأحمر فهو الأثقل وزن والأصفر فهو متوسط الوزن.
كما يتم المبالغة في تقدير الأجسام الساطعة، حيث يظهر اللون الأصفر لة خيال اسود ينعكس علية عند تواجد في مقابلة خلفية داكنة، والألوان المضيئة ذات الأنماط الصغيرة تكبير المساحة بشكل مرئي.
إن لون (الجدران البيضاء) مألوف جدا للعيادات والمستشفيات لما يعطي انطباع النقاء والنظافة، والتي هي من سمات المستشفيات والمعقمة لتشعر المريض بأنة في ايدي رحيمة وتؤدي وظيفتها للبعض.
فالاختيار المدروس لديكورات والوان المؤسسات العلاجية، يضمن قوة التأثير في المريض والزوار والعاملين بصريا، مما يجعل لة أكبر الأثر في الاستشفاء للمرضى، وزيادة الثقة في المؤسسة اذا تم تصميمها على اسس مدروسة خاصة بالطاقة.
التعليقات