في أحيان كثيرة يداخلنا شعور بطاقة تسري فينا ونشاط وحيوية وذلك عند التواجد في مكان ما، فعلى سبيل المثال عندما نكون في مكان متخم بالديكورات المبالغ فيها، حيث كثافة الإضاءة والألوان الصارخة والزخارف البراقة، نشعر بصورة كبيرة بالانتباه واليقظة، ولكن بطريقه غير متوازنة.
وعلى النقيض قد نجد أنفسنا محاطين بديكورات داكنة وإضاءة خافتة وبعض النقوش الحالمة التي تشعرنا بالهدوء والتراخي وتجعلنا ندخل بصورة خفية في مرحلة الخمول، وهذا ما نطلق عليه نظريه الين واليانج ( yin - yang ) في الديكور.
ويعود مصطلح الين واليانج إلى الصينيين القدماء منذ أكثر من 3000 سنة، ويوضح هذا المصطلح نشأة الكون منذ الأزل.
ويضيء المصطلح على الازدواجية والتناقض في نظامنا الكوني بين الشيء ونقيضه، حتى تظهر وتتضح أهميته في التوازن الكوني المنشود، وعلى سبيل المثال الليل يقابله النهار والذكر تقابله الأنثى وطاقة الين yin الأسود تقابلها طاقة اليانغ yangالأبيض.
ولا شك أن كل من الين واليانج يحتاج إلى الآخر حتى لا يختل نظام الكون، لذلك لا يزيد ين عن يانج حتى يحدث الانسجام والتآلف وهذا ما أبدعه الخالق في نظام الكون.
وما ننشده في علم الفينج شوي (طاقة المكان) هو التوازن في المنزل أو ديكورات المكان عموماً، فلا يغلب شيء على الآخر حتى لا يؤدي إلى شعور غير مرغوب أو غير متزن، فمثلاً عند الزيادة المفرطة في طاقه الين عن الحد المعقول في المنزل مثل الظلام والألوان الداكنة والديكور التقليدي المتخم بنقوش حالمة يجعلنا نشعر بنوبات من الحزن والشجن وقد ينتابنا شعور بعدم القدره على عمل شيء ومن ثم ندخل في حالة خمول وتراخٍ.
وكذلك تؤدي الزيادة المفرطة في اليانج في ديكور المنزل عبر الألوان الفاتحة والصارخة والإضاءة القوية الكثيفة وغلبة الألوان السادة والستائر الطويلة والأسقف المرتفعة، إلى شعور الشخص بفرط الحركة والنشاط، فيجد نفسه يعمل كثيراً ويجتهد ولكن لا يجد نتيجة لعمله، الأمر الذي يدخله في حالة من عدم التوازن.
ويساعد تطبيق الفينج شوي المتوازن ونظرية الين واليانج في ديكورات المنزل والتوازن في الإضاءة والانسجام والتباين في الديكور ما بين الأريكة السادة القاتمة والوسادات الصغيرة الملونة مثلاً أو بين الزخارف المنقوشة والستائر السادة، يساعد الشخص على الشعور بالارتياح ويكسبه هدوءاً نفسياً من المكان، وهذا هو الشعور الخفي الذي نشعر تجاهه بالارتياح لمكان ما، وعندها نشعر بالارتياح المتوازن ويطمئن عقلنا اللاواعي ويستقر وننجز ما نريد أن نحصل عليه في الحياة بإذن الله .
ومن حكمته سبحانه الله تعالي أنه ذكر الشيء وضده في القرآن الكريم ليؤكد على التوازن الكوني البديع، كما أراد له الخالق سبحانه وتعالى، ولا شك أن ذكر الشيء وضده من إبداع وإعجاز القران الكريم:
الدنيا 115 مرة والآخرة 115
الشيطان 88 مرة والملائكة 88 مرة
الرجال 24 مرة والنساء 24 مرة
الإيمان 25 والكفر 25 مرة
الحياة 145 مرة والموت 145 مرة
الحسنات 167 مرة السيئات 167 مرة
د.سها عيد
خبيرة الفينج شوي ( طاقه المكان )
التعليقات