عندما شاهدت مجموعة من الصور القديمة للعائلة تبادر إلى ذهني جمالية الشكل الهرمي في الأدوار الحياتية في المجتمعات والمؤسسات وكذلك القطاعات الحكومية قديمًا.
العمل في المنظمات الهرمية تعتبر من أكفأ قطاعات الإدارة، فالمنظمات الهرمية تتكون من رئيس يتخذ القرارات لحكمته وخبرته في اتخاذ القرارات، ويليه إلى الأسفل مجموعة من المديرين وفي المستوي الأقل رؤساء الأقسام، ثم الموظفين في كل قسم أو إدارة، ثم العاملين الأقل وهكذا، إلى أن تصل إلى قاعدة الهرم، حيث تجد المنظومة الهرمية ثابتة، ومستقرة، ومنتجة، وتحقق الربحية المستهدفة، والعكس صحيح لو انقلب الهرم وأصبح الأدنى أعلى.
أتى إلى ذهني صور الأسرة العربية قديمًا وكيفية تنظيم أدوار الحياة الأسرية في المجتمع العربي، ودور الزوج القائد الحكيم لتلك الأسرة فهو السند أو عماد الأسرة ماديًا ومعنويًا ويرعى شؤون الأسرة خارجيًا في العمل، والمشقة التي يتحملها، والزوجة التي ترعى الأسرة داخليًا في إدارة المنزل من طعام وحنان واهتمام وتربية نفسية سليمة لتلك المؤسسة الأسرية، وعندها تذكرت تلك الصور القديمة لأجدادي التي تزين جدران منزل أسرتي، والتي لا يخلو منزل من تواجدها سواء على جدران غرف الجلوس أو مازالت في البومات الصور العائلية التذكارية.
تجد فيها الزوج واقفًا بجوار زوجته ورأسه الاكثر ارتفاعًا حيث يمثل رب الأسرة، فهو السند والمعيل، ثم الزوجة جلوسًا مستندة ماديًا ومعنويًا على دعم الزوج الذي يقف خلفها كالجبل الحامي، ثم الأبناء حولها وقوفًا، ثم هذا الطفل الرضيع على أرجلها.
هذه كانت أعظم الصور الطاقية التي كانت تعبر عن طاقة هذا الزمن الجميل فكل تفاصيل ذلك الزمن كانت تراعي طاقة الأصول الفطرية، وعندما سألتني صديقة هل يوجد "فونغ شوي" أو طاقة مكان في وضعية وترتيب الأسرة أثناء التصوير، قلت نعم يوجد صور أسرية طاقية لـ"فونج شوي" وهي صور الأسرة الهرمية لأن تلك الصورة المعبرة ستظل باستمرار عالقة بذهن الأسرة والأبناء وغالبًا سوف توضع في المنزل أو في غرفة المعيشة لتراها الأسرة باستمرار فترسخ في أذهانهم جميعًا أدوارهم في الحياة الأسرية فلا يحيدون عنها وسوف تحفز الوعي الداخلى لا شعوريًا في تلك المنظومة الأسرية لتحقيق ذلك الشعور بكفاءة ونجاح ولا يتم أبدًا تبادل الأدوار الأساسية في هذه المؤسسة الصغيرة، فالصورة الأسرية الهرمية هي أفضل شئ توارثناه عن أجدادنا.
فالكل له دور محدد لا يطغى على دور الأخر بطريقة هرمية متوازنة ومتساوية بكفاءة، لأنه في طاقة المكان عند التقاط الصور الأسرية أو العائلية لا يفضل إطلاقًا علو راس الأبناء الصغار أكثر من رأس الأم أو الأب، ولا يصح التقاط الصور والطفل يقف على طاولة أو مقعد يجعل رأسه في مستوى الأبوين أو أعلى منهم أو يقف الأطفال على جدار ليعلو رأسهم عن الأبوين ، فهذه إشارة لتحكم الأبناء وتسلطهم على الأبوين، وكذلك لا يفضل للزوجة أن يكون رأسها أعلى من رأس الزوج على الإطلاق والأفضل لها في الصور الرسمية أن تكون جالسة لو هي في نفس طول الزوج، حتى لا يؤشر ذلك فيما بعد طاقيًا في تساوي الرؤوس في التحكم والمشاكل التي تنبع من تساوي الرؤوس في الانفاق أو السيطرة المادية أو المعنوية مما يؤدي إلي انقلاب النظام الهرمي في الواقع، فكل شيء تم بالفطرة كان له منظور سليم في أداء الواجبات والحقوق حتى تنصلح المؤسسات والمجتمعات في دولنا العربية.
د.سها عيد خبيرة الفينج شوي ( طاقه المكان )
التعليقات