القضاء على التطرف والإرهاب وقطع الطريق على أي بوادر لظهور هذا الثنائي البغيض، موضوع يشغل العالم شرقاً وغرباً، ومن نافلة القول التأكيد بأن عالمنا العربي يتأثر بشكل بالغ بكل ما يتعلق بقضايا الإرهاب في العصر الحديث.
وأمامَ هذه الظاهرة المُدمرة، أصبحَ لِزاماً علينا كلٍ في موقعهِ مواجهة تلك الأخطار التي تشبه التسونامي بما تحمله من دمار للحضارةِ والتاريخ والإنسانية، وعلى العاملين في الإعلام والفكر والثقافة وغيرها من المكونات الفاعلة في المجتمعات، محاربة الفكر المتطرف بأدوات الثقافةِ والفكر والحوار، والعمل على نشر السلامِ والتعايش الديني والتسامح، مع ضرورة عقد المِهرجانات والمُؤتمرات والنظرِ الى الآخر من خلالِ عملهِ وإنسانيتهِ وليسَ من خلالِ دينه.
وكوني إعلامية أُدركُ تماماً أنَّ كل هذا يجبُ أن يكونَ عبرَ كلِ وسائلِ الاعلام المرئي والمسموع والمقروء والحديث، لأنَ للإعلامِ دورٌ فعّال في حشدِ الرأي العام وحملِ الجماهير على تغييرِ رأيَهُم وأيضاً ترتيب اهتماماتَهُم من خلالِ إِبرازِ قضايا وإخفاءِ قضايا، ونشرِ الوعي الثقافي والرُقي الحضاري. وعلى كل إعلامي اليقين بأهمية مواجهة الإرهاب فكرياً قبل مواجهته مادياً.. لأنهُ إذا تم القضاءُ عليهِ مادياً سيبقى فكرهُ مُستمراً وسيُعاني العالم مُجدداً منِ اجتياحِ تطرفٍ أكبر.
إنَّ الأوضاع الصعبة التي تمُرُ بها الِمنطقة والعالم اجمع بسببِ آفةِ التطرُف والإرهاب باتتْ ملئ السمع والبصر بل وأصبحت المادة المُهيمنة على أغلبِ شاشاتِنا العربية، وايضاً فُرصُ الحوار في المِنطقة العربية أصبحَت نادرة، لانشغالِ الجميع في دوامةِ الأحداث المتسارعة والتي لا تهدأُ عاصفتُها.
في خِضمِ تلك التحديات لا بُدَ من البحثِ في المسؤوليةِ التي يتحملُها الإعلام في إظهارِ جرائم الإرهاب وآثارُها السيئة على المجتمعِ وإظهارِ نيتها بالعودةِ بنا الى عصورِ الجاهلية. وأيضاً مسؤولية الإعلام في التخفيفِ من وطأةِ هذا الواقع المرير الذي نعيشَهُ ونشرِ الأمل والتفاؤل بين الناس وأن يكون مِنبراً صحيحاً للجمهور ويكون إعلام رشيد ليبني المجتمع بناءً مستقراً.
من هنا تأتي أهميةُ التركيز على الرسالة والأبعادِ الإنسانية للإعلامِ، لأنه وبلا شك ستلعبُ دوراً في تصحيحِ الكثير من المغالطاتِ التي يبُثُها المتطرفون، لأن دور الإعلام لا يقتصرُ فقط على التعريفِ بقضايا العصر وبمشاكلهِ ولكن يهتمُ بكيفيةِ معالجة هذه القضايا، وايضاً الحفاظ على القيمِ الإنسانيةِ وإعلاءِ شأنها في المجتمعاتِ ونشرِها بين أفرادها.
لنُسلط الضوء على الإعلاميين الموجودين في مناطقِ النزاعات والحروب، لأنهم وبلا شك مرآة عاكسة لكلِ ما يدورُ في الميدان. والمسؤولية العُظمى تقعُ على عاتقِ هؤلاء الإعلاميين الموجودين داخل تلك المناطق ومن واجِبَهُم المِهني والِإنساني نقل الحقيقة بدونِ تحريف لأن الانتماء يجبُ أن يكون للحقيقةِ أولاً وأخيراً.
هم جنود في خطِ المواجهة الأول مع الحدثِ ليُحولوا هذا الحدث الهام الى خبرٍ للناسِ والجمهور.
وهنا يأتي السؤال المُلح وهو، أنت كإعلامي إلى من يكون انتماءك؟.. والجواب يجب أن يكون للحقيقةِ أولاً وأخيراً.
نعم لكسبِ ثقةِ الجماهير يجب نقل الحقيقة والابتعاد عن الخداع. ولذا يجب التركيز على أخلاقياتِ الإعلامي .. والمسؤولية التاريخية التي سوفَ تقعُ عليهِ لأجيالٍ وأجيال ...... نعم من واجبهِ تزويدَ الناس بالأخبارِ الصحيحةِ والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة التي تُساعدُ بلا شك على تكوينِ رأيٍ صائبٍ تُجاهَ الأحداث التي تمرُ المِنطقة بها والعالم وتُسهمُ في توسيعِ مداركِ الجماهير عن طريقِ تزويدَهم بالمعارفِ والمعلومات الموثقة.
التعليقات