استيقظت في هذا اليوم، وكعادة كل يوم، أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لرؤية المستجدات ومتابعة الإنفلونسرات والترندات.. فبهذه الطريقة في العصر الحالي تصبح إنفلونسراً جامداً!
ما علينا، ليس هذا موضوعنا الآن..
لفت انتباهي منشورات الاحتفال باليوم العالمي للأم الكسولة والتي تضج بها جميع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
قمت بعمل بحث لأرى ما إذا كان هذا اليوم حقيقيًا أم لا..
وهنا كانت المفاجأة.. وجدت هذا التعريف على جوجل: "اليوم العالمي للأم الكسولة بات موعداً سنوياً في الأول من سبتمبر، في الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تذكير الأمهات بأهمية أن تمنح الأم نفسها فترة استراحة مستحقة. ويؤكد اليوم العالمي أن تأخذ الأمهات استراحة دون الشعور بالذنب، بعيدًا عن مهامها اليومية".
بادر إلى ذهني سؤالاً بديهياً.. منذ متى؟ ومن منكم رأى أماً كسولة يوماً ما.. مهما اختلفت الثقافات أو المعتقدات أو حتى القدرات الفردية بين جميع الأمهات؟
إن الأم تساوي مجموعة كبيرة من المهن مجتمعة في إنسان واحد، ذات قلب كبير وصبر أكبر وعطاء دون مقابل حيث يقوم هذا الإنسان (الأم) بممارسة عشرات المهام والمهن يوميًا بكل حب وصبر بلا ملل ودون كلل وبدافع الحب..
هذه الغريزة التي زرعها الله في قلب الأمهات لا يمكن أن تتصف بالكسل ولا يمكن أن نصنفها في خانة أيام الكسل في يوم من الأيام..
كفانا أن ننعت أجمل مخلوقات الأرض بصفات لا تشبهها حتى ولو على سبيل الشو الإعلامي وتصدر التريندات،
يكفي ما تتحمله الأمهات من كمية الضغوطات النفسية والبدنية والعاطفية والهرمونية والاجتماعية وكل ما تمر به من متغيرات تجعلها أسيرة متطلعة لكلمة تقدير وشكر من كل من حولها.. حتى وإن كانت تلك الكلمات دون مشاعر حقيقية ولكنها كفيلة بتغيير مزاجها وطاقتها وممارسة حياتها اليومية بشكل اعتيادي..
لقد تغيرت الحياة بشكل كبير وأصبحت الأمهات أكثر وعياً من ذي قبل بأن الوقت الخاص بها هو ضرورة يومية وليست سنوية لشحن طاقتها وشحذ همتها .. حتى وإن كان هذا الوقت ساعة أو ساعتين في اليوم..
لم تعد الأمهات "شمعة تحترق من أجل الآخرين " في الوقت الحالي نظراً لظروف عديدة .. بل أصبحت واعية بما يكفي أن هذه الشمعة تحتاج أن تظل متقدة لنفسها وللآخرين دون أن تحترق..
لذلك اقترح أن تتغير المسميات بما يلائم الواقع وبدلاً من اليوم العالمي للأم الكسولة،، ممكن أن يكون اليوم العالمي للأم المرتاحة أو المأنتخة بالمصري،، فالكسل صفة لا تتطابق مع الأم بأي شكل من الأشكال.. ويجب أن نبتعد عن هذه الصفات السلبية والإطلاقات العشوائية ونحترم عقولنا وعقول الآخرين، لا بل نحترم ونقدر هذه النعمة المقدسة وهي الأم.
لذا يجب أن نحتفل بالأم كل يوم وليس فقط في يوم معين، ويجب أن نقدرها ونحترمها وندعمها بشكل دائم لأنها ببساطة تستحق.
ويجب أن نتذكر دائماً أن الأمهات هن المحرك الحقيقي لحياتنا. هن اللاتي يعطينا الحب والدعم والتشجيع في كل لحظة من لحظات حياتنا، دعونا نشيد بالأمهات لقوتهن وتحملهن والتضحيات التي يقدمونها يوميًا. دعونا نعترف أنهم يستحقون أكثر من يوم واحد في السنة للاحتفال بهن والاعتراف بهن. في الحقيقة، كل يوم يجب أن يكون يومًا لتقدير الأمهات. لنكن ممتنين لهن، لنظهر لهن حبنا وتقديرنا كل يوم.
أتمنى أن يكون لهذا المقال تأثير طيب على القارئ وأن يكون منبهاً لنا جميعاً للأهمية الكبيرة التي تحتلها الأمهات في حياتنا والحياة عموماً.
تحية لأمي..
تحية لكل أمهات العالم في كل مكان..
فأنتم تستحقون الحب والراحة والسلامة..
التعليقات