هل أنعش ذاكرتكم بقصة (أم رتيبة) ليوسف السباعى: تقدم (الطرشجى) سيد بنجر إلى خطبة فتاة، إلا أن أهل العروس طلبوا منه تغيير الاسم، فقرر أن يصبح عبده بنجر!!.
لم يدرك أن المشكلة فى البنجر، وهذا هو ما يجرى بتنويعة أخرى داخل نقابة الموسيقيين، تابعتم المعارك الخائبة التى يقودها أمير الغناء والفضيلة هانى شاكر من خلال نقابة الموسيقيين، التى تؤكد دائما، فى كل قراراتها، أن أكبر خطر يواجه الموسيقيين فى بلادنا هو مجلس الإدارة الحالى العاجز تماما عن إيجاد حل للمخاطر التى يعيشها على الأقل 90 فى المائة من المطربين والعازفين بسبب حالة البطالة التى صارت هى العنوان، التى تؤدى بالضرورة إلى تدهور الخدمات التى تقدمها النقابة لأعضائها، حيث أصبح مجلس الإدارة، بعد كل قرار يصدره النقيب، يرددون فى نفس واحد (سمعا وطاعة يا أمير الموسيقيين).
آخر قرارات مجلس (السمع والطاعة)، بعد أن أصدروا قرارا بوضع 19 مطربا ممن تخصصوا فى المهرجانات داخل القائمة السوداء، وافقوا مؤخرا على السماح لثلاثة منهم بالعودة، مع أعجب قرار فى الدنيا يتعارض مع قوانين حقوق الإنسان، اشترطوا عليهم تغيير أسماء الشهرة. هل أوقفتهم النقابة بسبب أسماء خيشة وكسبرة وحنجرة، أعلم أنها أسماء حركية والقانون بالمناسبة لا يجرمها، مجلس النقابة صار يعيش حالة من التخبط، وعلى مدى أربع سنوات اختلط لديهم الخاص بالعام وسيطرت العشوائية و(الشخصانية)، النقيب لا ينسى أبدا أنه مطرب فى الساحة ويشغله موقعه على الخريطة، ويؤرقه أنه فى السنوات الخمس عشرة الأخيرة تراجعت جماهيريته.
من أطلقوا عليهم مطربى مهرجانات، صاروا هم لوحة التنشين التى يفرغون فيها شحنات الغضب، يمنعون هذا ويبيحون ذاك، وبعد قليل تختلط الأوراق، وهذا يصبح ذاك.
آخر قراراتهم السماح لعنبة وموزة وطيخا بالغناء مع ضرورة تغيير أسمائهم (عنبة) يسمى نفسه مثلا (مارون جلاسيه)، موزة يصبح (كابيتشينو)، وطيخا، هيما.
ما هى العلاقة بين الأسماء ونوع الغناء الذى يرددونه، كلنا نتذكر قصة إبراهيم الحجار الذى طلبوا منه فى الخمسينيات تغيير اسمه (الحجار) وفصلوه من الإذاعة، وأخذ ابناه على الحجار والراحل أحمد الحجار الثأر لوالدهما متمسكين بالحجار، هل يجوز أن يعترض أحد على أن مطربا لقبه (الأطرش)، متسائلا كيف يغنى أساسا وهو لا يسمع؟.
لدينا عائلات محترمة تحمل أسماء الحيوان والديك والعصفور والجحش والبغل والتعلب وملوخية وغيرها، ما الذى سيفعله أمير الغناء والفضيلة لو وجد أن واحدا من أفراد هذه العائلات لديه ميول فنية؟.
أرى النقابة منذ أن أوقف مجلس الشعب خطتهم باستخدام القبضة الحديدية وألغى مشروع الضبطية القضائية، منذ ذلك الحين والنقابة تتخبط، جزء من الرأى العام يعتقد أن كل الأزمات التى نعيشها سببها أغانى المهرجانات، ولهذا تعاطف مع المنع أملا فى حل مشكلاته الحياتية.
وهكذا لجأت النقابة لهذا الحل المضحك، هل تتذكرون (الريس بيرة) مؤلف (السح الدح امبوه) اشترطت عليه الإذاعة المصرية أن يغير اسم الشهرة (بيرة) ويعود إلى اسمه الرسمى (خليل محمد خليل)، فلم يعرفه أحد.
كان الشاعر الكبير مأمون الشناوى قد أطلق هذه النكتة (الريس بيرة) فى شهر رمضان وتبعا لتوجهات الدولة يصبح اسمه (الريس ينسون).
ولو أطلق بائعو الحشيش على بضاعتهم عرقسوس فهل تسمح الدولة بتداوله؟!.
التعليقات