فى مجتمعاتنا العربية نجد أن العلاقات لا تتبع نظاما مختلفا من شخص لأخر ولكنك تجد الاغلب بنسب عالمية يسير وفق القطيع كمثال تقريبي نجد أن الرجال يفضلون ما يفعله أغلبهم من أصدقائهم أو معارفهم مع زوجاتهم وأبنائهم ويجد النصيحة سديدة منهم وملزمة للتنفيذ فى أغلب الاحيان فالقطيع يقول النساء نكديات ويسرحن بخيالهن وأنهن لا يصلحن سوى للمطبخ وأننا كرجال ليس عندنا وقت لدلعهن ولا تحاول أن تدللها لأنها ستتعود وياويلك وسماءك الحارقة عليك بالشظايا إن حاولت أن تكون إنسانا طبيعيا بدون إستراتيجية الهجوم خير وسيلة للدفاع .
فلا تجد بيتا يختلف فى مفهوم رجاله عن ما سبق سوى من رحم ربى ولنأتى للنساء فتجد أغلبهن أصبحن قطع من الصلصال تم تشكيلها بأيدى أجيال من الامهات لا يرغبن فى كسر نظام أقره القطيع منذ سنوات فعليكي سيدتى أن تعتادي على طباع من حولك وتتشكلى وفقا لها استيقظى وفق أنظمة الاخرين ولا تفكرى ماذا تحبي او تكرهي فالقطيع رفع عنك هذا الحرج واقر عنك كل ما ستواجيهينه وكيف ستواجيهينه ولا تظنى أنك تختلفى عن الاخريات بل السؤال الاهم لماذا تختلفى ؟ أغلبكم فى الحياة ليس لكم هدف فالزواج هو تناسل وليس شركة تنشئونها مع من تحبون فالجد والجدة يرغبون فى الاحفاد ولا يعنينهم ماذا تعرف عن الزواج كمؤسسة وليس أربعة جدران تعيشون بينهم .أنكم ستحيون حياتكم كما عاشها من قبلكم ولا تظنوا للحظة أنكم مختلفون واذا حاول بعضكم أن يختلف فليفتح ارشيف الافلام المصرية ليجد فيلم (المجنون ) بطولة الفنان حسين الشربينى رحمه الله عليه والقديرة إسعاد يونس حينما تزوجوا ليكونوا يدا بيد فى تلك الحياة بكل المحبة والاحترام ولامانع من الاعتراف بحبهم لبعضهم مثل البشر المفترض أنهم طبيعين .
اشتد ساعد جيرانهم من نساء ورجال وتحولت حياتهم للجحيم فهناك من اتى ليهدم فكر القطيع وليضع قاموسه الشخصي ويسن قوانينه ولكن هيهات فقوة القطيع والتى يتمسح البعض فيها بمسميات (العادات او التقاليد او العرف واحيانا الدين ) ليقفوا لهم بالمرصاد وصارت النساء مندهشات مما يرونه للاول مرة من رجل يحترم زوجته ويقدر اختيارتها بل وياللعجب يجلس ليستمع اليها ويتناقش معها والادهى أنه يصالحها اذا هى غضبت منه يالهى هل هذا معقول !! وماذا حدث؟ تكاتف الجميع من اجل إلصاق تهمة الجنون بهذا الرجل الطبيعى فى عوالم أخرى وتم إيداعه مستشفى الامراض العقلية.
أجد هذا الفيلم أفضل تعبير حقيقي عما نراه فى مجتمعتنا العربية كل يوم من بيوت نظن أنها ثابته الاقدام وصامدة للعواصف وهى مثل بيوت العنكبوت واهنة ضعيفة وتصمد كذبا وتسير وفق ما يقره القطيع لدرجة أن تجد بين أحاديث أغلب النساء الحمد والشكر بقلة عدد سيئات زوجها وليس بمزايه فنجد التى تفتخر أنه لا يضربها وتكتفى بإهانتها من وقت لأخر وتجد هذا مجالا للتباهى لانه مصاب جارتها أو رفيقتها أسوء واضل ! وتلك التى تتحدث عن ساعات نومها التى تعد على صوابع اليد الواحدة فتحمد الاخرى ربها فى سرها وتخبئ انها تملك حرية النوم وقتما تشاء ! وهذا الرجل الذى يتندر أنه يخرج خلسة من وراء زوجته ليتقى شر النكد من وراء الحاحها للخروج معه ولا يجد متنفسا الا بين اصدقائه والتى تصاب بالغيرة منهم وسمعت بأذنى تلك الزوجة التى ترغب فى الخروج بمفردها ولكنه يرفض وبالرغم من رفضه لا يخرج معها فلا طالت بلح الشام ولا عنب اليمن.
كل تلك الشواهد تصرخ بأن القطيع يقود العلاقة والذى اجده قطيعا لا يعرف ماهية الزواج كمؤسسة وشركة وحياة وأننا نسير على نهج الاغلبية سواء راق لنا أم لا وأجدها كارثة تعمد البعض عدم الانتباه إليها والتى يشارك فيها الاعلام الحالى ومنذ سنوات فتجد أن غسيل العقول يتم على قدم وساق وصار أكثر جاذبية ووسامة ونجد الشباب والشبات يلهثن وراء تلك المفاهيم المغلوطة للعلاقة والتى جعلت فى يوم من الايام رشدى أباظة فى كل أدواره حلم للنساء لانه (حمش كما يقولون ) وصارت الزوجة التى تقبل بزواج زوجها عليها بدون سبب منطقى سيدة يحتذى بها كقدوة لباقى النساء.
لندرس هذا الامر باهتمام يعادل اهتمامنا بملابسنا التى نرتديها وما يجوز وما لا يجوز منها لندرك أن المجتمعات تبنى من تكوين الاسر والعائلات بشكل سوى فيه تكافؤ ومساواة وليس تحقير ودونيه لطرف على حساب الاخر ولنتذكر معا أن ما نزرعه نحصده.
التعليقات