لم يعد مستغربا في هذه الأيام أن تجد مقالة عميقة تتحدث بمنتهى البساطة عن أسباب انفصال بعض نجوم المجتمع ؛بسبب الحسد، بل لم يعد مستغربا أن تستمع إلى ترديد البعض أن الوظيفة التي كان مقررا له الحصول عليها، قد ضاعت ؛بسبب أنه تحدث عنها وعن مزاياها عبر صفحته الشخصية.
كما ،تجد من يتحدث وبكل ثقة ،أن ضياع اللقب الأفريقي من المنتخب المصري مؤخرا ،ليس بسبب أننا لم نكن في التصنيف الأساسي للصعود إلى الأدوار النهائية !،وليس بسبب أننا على مدى ثلاث دورات لم نتأهل إلى تلك البطولة! ،وإنما يرجعون ضياع اللقب إلى أن عين الحسود أصابت لاعبي المنتخب ، أو أن مدرب المنتخب وصل في مرات سابقة إلى مباريات نهائية ،ولم يتوج في واحدة منها ببطولة ،أو أن شخصا ما عندما حضر المباراة أصابنا بوابل شؤمه!!!
في البداية، كنت أجد بعض تلك التعليقات هزلية ،أو من باب الفكاهة التي نشتهر بها كمصريين، ولكن تزايد وانتشار الفكرة ،لدرجة أن يحرص البعض على تكرار العادات التي مارسوها عند مشاهدة المباريات التي فزنا فيها ،حتى لا يقع المحظور ! لأمر يجعل -من وجهة نظري- هذه الظاهرة تتدرج من الكوميديا إلى اليقين عند البعض ،.
وهذا من شأنه أن يجرنا نحو منطقة -أخشى ما أخشاه- أن تجعلنا لا نحمِّل أنفسنا مسؤوليتنا عن قرارات اتخذناها بإرادتنا ،أو أفعال تهاونا فيها، وأدت إلى ما حدث بالفعل ؛فينشأ جيل على اللامبالاة، وعدم محاسبة النفس، والهروب من مواجهتها بأن لها يد فيما يحدث لها من وقائع ومواقف، لذا علينا أن ندرك أننا مؤهلون ومخيرون في حياتنا ،ونملك من الإرادة ما يحقق أهدافنا مهما كانت الظروف.
أعلم علم اليقين أن الحسد ورد ذكره في كتاب الله ،وفى السيرة النبوية ، ولكني في الوقت نفسه أعتقد أن هذا لا ينفى -على سبيل المثال- أننا لعبنا بطريقة دفاعية يعتبرها بعض النقاد خاطئة، وأن المنافس كان أكثر منا قوة وإجادة ،فأصابنا بهدفين في وقت قاتل .
ولذلك ،وجب على الجميع أن يتوقف عن التعلق بمبررات لا تغني ولا تسمن من جوع ،فمواجهة النفس ولو للحظة تجعلنا ندرك أن ما وصلنا إليه بما كسبت أيدينا ،وإلا كيف نخوض بطولات قادمة إذا كان الحسد من أعاق فوزنا!؟ وكيف سنتقدم كدولة ،إذا كان ما يعرقلنا هو النحس الذى عطلنا عن مسيرة التنمية !؟
نجوان ضبيع
كاتبة مصرية
التعليقات