تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر ديسمبر المقبل لافتتاح متحف زايد الوطني في قلب عاصمة البلاد أبوظبي. ويحمل ذلك المتحف اسمًا عظيمًا لا يزال راسخًا في ذاكرة الأجيال وهو اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب اللّٰه ثراه"، ذلك القائد العبقري الفذ والأب المؤسس للدولة والشيخ الحكيم. كان الشيخ زايد "رحمه الله" راعيًا حقيقيًا للثقافة والتراث، وكان حريصًا على ربط الماضي بالحاضر ونقل الإرث الحضاري لدولة الإمارات للأجيال القادمة. لقد فتح زايد الباب مبكرا للبعثات للكشف عن كنوز الإمارات، وآمن بضرورة الحفاظ على تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة العريق وثقافتها الملهِمة.
توضح الصور الموجودة على الموقع الرسمي للمتحف مدى جمال وروعة تصميم المتحف، ويتبين لك من الوهلة الأولى أن الإمارات قد حرصت على اختيار افضل الشركات العالمية لتنفيذ ذلك الصرح الثقافي ليظهر بمظهر فريد. وعندما استوحى تصميم المتحف شكل جناح الصقر، ذلك الطائر الذي يجمع بين الجمال والقوة وأحد الرموز الأصيلة لدولة الإمارات، دلَّ ذلك على احترام التراث الوطني والاعتزاز به وربطه بالحاضر والانطلاق به نحو المستقبل. لطالما كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شغوفًا ببيئته وحريصًا على تنميتها والحفاظ عليها للأجيال الجديدة.
لا شك أن ذلك المتحف الجديد سيصبح مركزا من مراكز الإشعاع الثقافي داخل دولة الإمارات بل وفي العالم العربي. أعتقد أننا سنرى سيناريو عرض متحفي على أعلى مستوى من الرقي والاحترافية. ستوظِف الإمارات التكنولوجيا المتطورة في ذلك المتحف ببراعرتها المعهودة التي رأيناها سابقا في غالبية مشروعاتها العملاقة، بالإضافة إلى الحرص على توظيف تقنيات الاستدامة والالتزام بمعايير الجودة العالمية. سيحكي المتحف قصة الإمارات من البداية ويأخذلك في رحلة بالزمن من عصور ما قبل التاريخ إلى وقتنا الحاضر. ويعطينا الموقع الإلكتروني للمتحف لمحة تشويقية عمّا سيعرضه المتحف من مجموعة متنوعة من المقتنيات والأعمال الفنية من الثقافات القديمة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي والإسلامي.
بالتأكيد سيكون أهم جزء من سردية المتحف هو سيرة ومسيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه". إن حياة الشيخ زايد مليئة بالإنجازات العظيمة وتُعد تجسيدًا حيًا لعدد من القيم الإنسانية الراسخة التي آمن بها القائد والمؤسس وطبقها عمليًا على أرض الواقع. لا جدال أن متحف زايد الوطني بمجرد افتتاحه سيؤسس لانطلاقة حضارية جديدة للإمارات ستعمل على إلهام الأجيال القادمة، وسيربط تاريخ وثقافة دولة الإمارات ومحيطها العربي بالتراث العالمي.
بـاحث في التــاريخ والتـراث
التعليقات