في معترك الحياة، تعلمت درساً ثميناً: أن الترك أحياناً هو أسمى درجات القوة. كبرت، ومعي كبرت قناعتي بأن بعض العلاقات تشبه الأوراق الذابلة - يجب أن تسقط لتفسح المجال لنمو جديد.
لسنوات طويلة، كنت أتشبث بكل علاقة كأنها آخر خيط في نسيج حياتي. سامحت حتى استنفدت مخزون التسامح، تفهمت حتى لم يعد للتفهم معنى. لكن الحكمة علمتني أن من يؤذيك عن علم لا يستحق مكاناً في قلبك.
دعهم يفعلون ما يشاؤون - فليتحدثوا، فلينتقدوا، فليحكموا، فليبتعدوا. أنت لست مسؤولاً عن تصحيح نظرتهم، ولا عن تبرير وجودك. من يريد البقاء في حياتك سيبقى باحتراماته، لا بإساءاته.
الاحترام ليس هدية، إنه حق. غيابه ليس عذراً للتسامح، بل إشارة للرحيل. وغياب الاعتذار ليس دعوة للعتاب، بل تأكيد على صحة قرار الابتعاد.
احتفظ بلطفك، حتى بحبك لهم، لكن من مسافة تحمي بها سلامك النفسي. فالوصول إلى قلبك امتياز، لا حق مكتسب. لا تجلس على موائد تصبح فيها غيبتك وجبة شهية.
لا تدع جروحهم تسرق فرحك، ولا كلماتهم تطفئ نورك، ولا أفعالهم تعكر سلامك. تمسك بما تملك السيطرة عليه، واترك ما سواه للقدر.
دعهم يرحلون... فالله يرى، والزمن كفيل بإظهار الحقائق.
التعليقات