سوريا، يا أرض الكنعانيين، يا مهد الحضارات والإبداع! أنتِ اليوم كالفينيق يتصاعد من رماد الألم، تحملين جراحك كوسام شرف على صدر التاريخ.
كم عانيتِ من آلام مروعة، وكم تلعثمت بدموع الثكلى، وكيف تحولت أرضك الوادعة إلى مرثية دامية، وحضارتك العريقة إلى أطلال حزينة!
يتراءى السؤال كالشبح المخيف: هل طلع الفجر حقاً على أرضك المثخنة بالجراح، أم هو وميض خادع في سماء مكللة بالدموع؟
لحظة تردد تعتريني، كمن يحمل تروما من السعادة المفاجئة. فالسحب ما زالت تحمل أنات المقهورين، وصرخات المنكوبين تتردد في الأفق البعيد.
يا للعار علينا معشر البشر! كيف يتحول الإنسان إلى وحش يصنع للإنسان جحيماً؟ كيف تُقتل الأحلام بهذه الوحشية، وتُمزق الأرواح بلا رحمة؟
سوريا، يا أيقونة الألم، تعودين من بين الركام، حاملة جراحك كشهادة صارخة على وحشية الطغيان. انتظرتِ طويلاً، تئنين تحت سطوة الظلم، حتى كادت روحك أن تنطفئ في زوايا النسيان.
لكن الأمل يبقى متوهجاً كجمرة لا تنطفئ، وكشعلة تتحدى الظلام.
أدعو الله أن تبقي شامخة كالجبال، تحتضنين أحلام أبنائك المؤجلة، وتنتصرين على آلامك بكرامة الصابرين.
التعليقات