يخلد العالم اليوم، الذي يصادف 29 نوفمبر من كل عام، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويحيي الفلسطينيون في الداخل وفي جميع أماكنهم بالخارج ومعهم أحرار العالم ذكرى ما بات يعرف بـ”قرار التقسيم” الذي دشن مسارا طويلا لمعاناة شعب هجر وشرد في أكبر مظلمة إنسانية عرفها التاريخ الحديث.
ويجعل الفلسطينيون من هذا اليوم مناسبة دولية لتذكير العالم والقوى الفاعلة فيه بحقيقة المأساة الفلسطينية والظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني نتيجة قرار التقسيم، حيث تحولوا إلى مجموعات من اللاجئين الموزعين في شتى بقاع الأرض.
في 29 من نوفمبر من عام 1947 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 والذي تم بموجبه تقسيم فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني، إلى دولتين، إحداهما عربية والأخرى يهودية.
وبعد ستة أشهر صوتت الأمم المتحدة على إعلان دولة إسرائيل، وكانت تلك بداية ظهور دولة إسرائيل، التي شهدت بعدها موجة هجرة كبيرة لليهود من جميع أنحاء العالم إليها. بينما بدأ تهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم إلى أنحاء العالم كافة، بعد أن توسعت إسرائيل أكثر في سيطرتها على الأراضي الفلسطينية.
فى عام 1917 احتل البريطانيون فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى بعد نجاحهم في طرد العثمانيين. وأصدر وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور وعده الشهير الذي نص على أن "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين لليهود، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
فى عام 1918 انبثاق أولى المنظمات الوطنية الفلسطينية مثل المنتدى العربي والنادي العربي.
فى عام 1920مؤتمر سان ريمو للقوى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، يمنح بريطانيا حق الانتداب على فلسطين "لإعدادها لتقرير مصيرها". اندلعت بعدها مظاهرات في القدس احتجاجا على وعد بلفور وتأكيداً على هوية فلسطين العربية.
فى عام 1935 القيادة الفلسطينية توافق على المقترح الذي طرحه المندوب السامي البريطاني لتشكيل مجلس تشريعي، لكن مجلس العموم البريطاني في لندن رفض المقترح في السنة التالية.
فى عام 1936 - 1939اندلاع الثورة العربية في فلسطين وسلطة الانتداب البريطاني تفرض الأحكام العرفية وتحل الهيئة الفلسطينية العليا التي كان يرأسها مفتي القدس أمين الحسيني. فرار أمين الحسيني إلى سوريا التي كانت تحت الانتداب الفرنسي خشية اعتقاله.
فى عام 1947الأمم المتحدة توصي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية وبإخضاع القدس والمناطق المحيطة بها لسيطرة دولية، وذلك عقب إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها. واللجنة العربية العليا ترفض قرار التقسيم.
عام 1948 إسرائيل تعلن عن نشأتها بعد انتهاء الانتداب البريطاني.
والجيوش العربية تفشل في هزيمة الجماعات الصهيونية المسلحة، والأردن يسيطر على الضفة الغربية والقدس الشرقية، بينما تسيطر مصر على قطاع غزة. أما إسرائيل تسيطر على بقية فلسطين بما فيها القدس الغربية.
تهجير نحو ثلاثة أرباع مليون فلسطيني على الأقل من ديارهم. وتأسيس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أجل الاستجابة لحاجات اللاجئين الصحية والتعليمية
فى عام 1956 - 1957اتفاق إسرائيل مع بريطانيا وفرنسا على شن العدوان الثلاثي على مصر عقب تأميم قناة السويس، لأسباب منها إيقاف الهجمات التي كان ينفذها الفدائيون الفلسطينيون. ونشر قوة دولية في سيناء وغزة مما ساعد في الحد من هجمات الفلسطينيين على إسرائيل.
فى عام 1964 - 1965 بدعوة من ممثل فلسطين لدى مجلس جامعة الدول العربية أحمد الشقيري، أعلن المؤتمر الوطني الفلسطيني قيام منظمة التحرير الفلسطينية تحت قيادة أحمد الشقيري ، وأقر "الميثاق القومي الفلسطيني ".
وإسرائيل تتمكن في أعقاب حرب يونيو التي دامت ستة أيام من احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية وتقيم مستوطنات يهودية في كل تلك الأراضي المحتلة في السنوات اللاحقة
عام 1973 إسرائيل تشن غارات على قواعد لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت والجنوب اللبناني قبل حرب أكتوبر الأول وخلالها.
بعد حرب أكتوبر الأول 1973 منظمة التحرير الفلسطينية تتبنى برنامجا من عشر نقاط يسمح بالتوصل إلى حلول وسط مع إسرائيل وانشقاق عدد من الفصائل عن منظمة التحرير الفلسطينية وقيام "جبهة الرفض" التي صعدت هجماتها على العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.
وجامعة الدول العربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، وتقبلها عضوا كاملا في الجامعة، و ياسرعرفات يصبح أول زعيم بدون دولة يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
فى عام 1982 مغادرة الزعيم الفلسطيني عرفات وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية للبنان إلى تونس بعد دخول القوات الإسرائيلية إلى بيروت. والقوات اللبنانية المسيحية المدعومة من إسرائيل ترتكب مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها مئات اللاجئين الفلسطينيين.
فى عام 1987 اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الأراضي الفلسطينية المحتلة. والإعلان عن تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة.
وفى عام 1988 الأردن يتنازل رسميا عن مطالبته بالضفة الغربية لصالح منظمة التحرير الفلسطينية في ما عرف بفك الإرتباط. وإعلان المجلس الوطني الفلسطيني قيام الدولة الفلسطينية في اجتماع في الجزائر.
فى عام 1993 اسحق رابين وياسر عرفات يوقعان على إعلان أوسلو برعاية أمريكية والذي نص على إقامة حكم ذاتي فلسطيني وانتهاء الانتفاضة الأولى.
فى عام 1995
التوصل إلى اتفاق مرحلي بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل لنقل المزيد من السلطات والأراضي للسلطة. أصبح ذلك الاتفاق أساس ميثاق الخليل لعام 1997 ومذكرة واي ريفر لعام 1998 و"خارطة الطريق" الدولية لعام 2003.
فى عام 2000 - 2001 انهيار المفاوضات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود باراك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات نتيجة خلافات حول مواعيد وحجم الانسحاب الإسرائيلي المقترح من الضفة الغربية.
فى عام 2002 اسرائيل تشرع في إقامة جدار عازل داخل الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بالقرب من الخط الأخضر بهدف منع دخول الفلسطينيين إلى إسرائيل في ذروة الانتفاضة الثانية.
القمة العربية المنعقدة في بيروت تطرح مبادرة سلام تعترف بموجبها الدول العربية بإسرائيل مقابل انسحاب الأخيرة من كل الأراضي التي احتلتها عام 1967 واعترافها بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وموافقتها على "حل عادل" لمسألة اللاجئين، وهي المبادرة التي أصبحت تعرف "بالمبادرة العربية ".
وفى 2003 ياسر عرفات يعين محمود عباس رئيسا لوزراء السلطة الوطنية الفلسطينية ويكلفه بقيادة عملية التفاوض مع إسرائيل والولايات المتحدة اللتين ترفضان التعامل مع عرفات. و جامعة الدول العربية تعرب في اجتماع عقدته في القاهرة عن قبولها "بخارطة الطريق" التي طرحتها الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقبلتها السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل، وتدعو الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وإلى تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.
استقالة محمود عباس من منصب رئيس الوزراء نتيجة ما وصفه "بالتعنت الإسرائيلي والأمريكي والمعارضة الفلسطينية لحكومته"، وتعيين أحمد قريع خلفا له.
وفاة ياسر عرفات في مستشفى فرنسي وانتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في عام 2005 ؛وفى عام 2006حركة حماس تفوز في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وإسماعيل هنية يشكل حكومة فلسطينية جديدة.
واندلاع صراع على السلطة بين حماس وحركة فتح. وتجميد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المساعدات التي تقدمها للفلسطينيين، وتعليق إسرائيل لعمليات تحويل عوائد الضرائب إلى السلطة الوطنية الفلسطينية لرفض حماس الاعتراف بوجود إسرائيل ورفضها التخلي عن العنف ورفضها التقيد باتفاقات السلام السابقة.
وحماس تأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عملية جريئة فترد إسرائيل بفرض حصار جزئي على القطاع.
وحماس تقصي حركة فتح عن قطاع غزة وتفرض سيطرتها الكاملة على القطاع وإسرائيل تشدد الحصار على غزة. ومصر تغلق معبر رفح الذي يربط القطاع بمصر.
واستئناف مفاوضات المصالحة بين فتح وحماس. واستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، ولكن المفاوضات تنهار نتيجة الخلاف حول المستوطنات.
فى عام 2011حركتا فتح وحماس تتفقان في القاهرة على إعادة تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات جديدة، ولكن هذا الاتفاق لم يجد طريقه للتنفيذ العملي.
فى عام 2011 السلطة الوطنية الفلسطينية تشرع في حملة تهدف إلى الحصول على عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وذلك للفت الانتباه إلى انهيار المفاوضات مع إسرائيل. المحاولة تفشل، ولكن منظمة التعليم والثقافة والعلوم التابعة للمنظمة الدولية (اليونسكو) تقبل عضوية فلسطين فيها.
فى عام 2012 إجراء انتخابات محلية في الضفة الغربية لا تحصل حركة فتح فيها إلا على خمسي المقاعد. و نسبة المشاركة في الانتخابات تبلغ 55 في المئة. والقوائم التي ترأسها مرشحون من فتح يفوزون فقط في 4 من بين 11 مدينة فلسطينية رئيسية، بينما يستحوذ مستقلون ويساريون في خمس من هذه المدن. أما حركة حماس، فقد قاطعت الانتخابات ولم تسمح بإجرائها في قطاع غزة.
2013
إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية والأردن يوقعون على اتفاق للمياه يهدف إلى معالجة جفاف البحر الميت وذلك عن طريق مد خطوط أنابيب لنقل المياه من محطة لتحلية المياه على البحر الأحمر.
فى عام 2017حركتا فتح وحماس بعد سنوات من الاقتتال توقعان على اتفاق مصالحة برعاية مصرية في القاهرة، تتسلم بموجبه حكومة الوفاق الوطني إدارة غزة من حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007.
والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعترف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل متراجعا عن موقف الولايات المتحدة التقليدي حول مصير مدينة القدس.
فى عام 2018 الولايات المتحدة تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس كاعتراف رسمي منها بالقدس عاصمة لإسرائيل ؛وفى 2019 عقد الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن" في البحرين وسط مقاطعة عربية ودولية.
التعليقات