في رحلةِ العمرِ، لستُ سوى نبضٍ خافتٍ يختلجُ بين أضلعِ الزمن. تارةً أشتعلُ كشمعةٍ تقاومُ العتمة، وتارةً أخبو كنجمةٍ تائهةٍ في سماءِ الليل.
كغيمةٍ متقلبة، أحملُ في أحشائي المطرَ والرعد، أبكي حيناً وأبتسمُ حيناً.
وما ضعفي إلا لحنٌ في سيمفونيةِ وجودي، وما قوتي إلا نغمٌ عابرٌ في أوركسترا الحياة.
تراني كالموجِ، أرتطمُ بصخورِ الواقع، أتكسرُ، أتلاشى، ثم أعودُ أجمعُ ذراتي من جديد.
لا ولم ولن أخجلُ من دموعي، فهي ينابيعُ تروي أرضَ روحي العطشى.
في صمتي صراخٌ، وفي ضعفي قوة، وفي انكساري ولادةٌ جديدة.
أترنحُ كشجرةٍ في مهبِ الريح، تنحني أغصاني حتى تكادُ تلامسُ التراب، لكنَّ جذوري تأبى الاقتلاع.
لستُ بطلاً في ملحمة، ولا شبحاً في حكايةٍ منسية. أنا إنسانٌ يتنفسُ الحياة بكلِّ تناقضاتها - أضحكُ حتى تختنقَ ضحكاتي بالدموع، وأبكي حتى يشرقَ فجرُ الأمل من بينِ شقوقِ روحي المتعبة.
في لحظاتِ قوتي، أرى نفسي جبلاً شامخاً، وفي لحظاتِ ضعفي، أجدُني كورقةٍ في مهبِ الريح. وما بينَ هذا وذاك، أنسجُ حكايتي بخيوطٍ من نورٍ وظلام، من ضعفٍ وقوة، من يأسٍ وأمل.
هكذا أنا، وهكذا أريدُ أن أُذكر - إنساناً حقيقياً، يحملُ في قلبهِ كلَّ تناقضاتِ الوجود، ويمضي في دربِ الحياة، متعثراً حيناً، ومنتصراً حيناً آخر، لكنهُ لا يتوقفُ أبداً عن المسير.
التعليقات