فى الذكرى الـ 36 لوثيقة الاستقلال الفلسطينية الثانية الصادرة فى 15 نوفمبر 1988، والتى كتبها الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش وقرأها الرئيس الفلسطينى الشهيد ياسر عرفات أمام المجلس الوطنى الفلسطينى فى دورته الـ 19 التى عقدت فى الجزائر، أصدرت مجلة «الأهرام العربى» التى يرأس تحريرها الزميل جمال الكشكى عددا متميزا للغاية عن تلك الوثيقة ومضمونها، والتى كانت بمثابة إعلان لقيام دولة فلسطين، ودخولها المرحلة الثانية من النضال والتحرر، بعد إعلان الاستقلال الأول فى المؤتمر الفلسطينى الذى عقد فى غزة عام 1948.
استندت الوثيقة إلى الحق الطبيعى والتاريخى والقانونى للشعب الفلسطينى فى وطنه فلسطين المحتلة، انطلاقا من قرارات الشرعية الدولية التى جسدتها قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1947 والقرارات اللاحقة.
انتصر الملف الصحفى المتميز الذى أعدته الزميلة ريم عزمى لعملية طوفان الأقصى باعتبارها دليلا على تطور المقاومة الفلسطينية، وتأكيدا للرغبة فى إنهاء الاحتلال وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ركز الملف الضوء على أسماء مضيئة لأشهر السياسيين والمناضلين فى تاريخ فلسطين من فصائل مختلفة مثل الشيخ أمين الحسينى، وجورج حبش، ومروان البرغوثى، وسيدات عظيمات مثل الأردنية الفلسطينية تيريز هلسة، والشهيدة دلال المغربى، وليلى خالد، وحنان عشراوي، إلى جوار الشهيد السورى عز الدين القسام، واليابانى كوزو أوكاموتو، والإيطالى فرانكو فونتانا.
ميزة الملف أنه يؤكد أن النضال الفلسطينى حلقات متتالية، وأن المقاومة مكون أساسى من عقيدة الشعب الفلسطينى البطل على مدى تاريخ نضاله الوطنى الممتد قبل قيام دولة إسرائيل ومنذ الانتداب البريطاني، وبعد قيام إسرائيل حتى الآن دون توقف أو مهادنة.
لم تقتصر مقاومة الشعب الفلسطينى للاحتلال الإسرائيلى الغاصب على البندقية فقط، لكنها امتدت إلى المقاومة غير المسلحة جنبا إلى جنب مع المقاومة المسلحة عن طريق الثقافة، والفنون، والصورة، والرموز التى تجسد عقيدة النضال، وتؤكد الهوية الفلسطينية.
لن تنتهى قصص النضال الفلسطينية، ولن تتوقف باغتيال هذا القائد أو ذاك، وقد علمتنا الدروس أن المقاومة كانت عقيدة أساسية لكل الشعوب المحتلة حتى نالت استقلالها، وسوف تظل المقاومة الفلسطينية حية ومشتعلة حتى تقوم دولة فلسطين، ويسقط الاحتلال ويزول إلى الأبد، كما تحررت جنوب إفريقيا، والجزائر، وإيرلندا، وفيتنام، وكل دول العالم التى عانت ويلات الاحتلال فترات طويلة.
التعليقات