للاحتفال بالذكري الـ51 لانتصار أكتوبر المجيد مذاق خاص ودلالات مميزة، فقد عبرت فيه الأمة، عن مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا النصر العظيم، وتزامن الاحتفال مع تخريج دفعات مبهرة من الأكاديميات العسكرية، فيما تصدّرت وسومات #انتصارات_أكتوبر_المجيدة و #النصر، و #الضربة_الجوية، الترند في مصر وزخرت وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركات متنوعة لمقاطع فيديو وصور لبسالة جنود وضباط وقادة القوات المسلحة الأبطال،هذا الاهتمام والتفاعل واسع النطاق، يحمل في ثناياها رسائل ودروس كثيرة في ظل التحديات التي تواجه وطننا العربي اليوم. أما الرسائل، فمنها: رسائل طمأنة بتوحد الأمة خلف قيادتها وقواتها المسلحة. ورسائل ردع لكل من تسول له نفسه أي أوهام تمس الوطن. ورسائل تذكير بكيفية تحطيم قواتنا المسلحة لهذه الأوهام والأساطير، وكأن لسان حالها يقول: إن كنت "نازي" أفكرك!
ففي مثل هذه الأيام سطرت #قواتنا_المسلحة ومن خلفها شعبنا العظيم أروع سطور تاريخنا المعاصر، وقد استلهم أبطال المقاومة الفلسطينية روح 6أكتوبر وأضافوا سطور أخرى في سجل الدفاع عن الأوطان ليظل أكتوبر شهر الانتصارات في ذاكرة الأمة منذ أن حرر صلاح الدين الأيوبي #القدس من الاحتلال الصليبي يوم2 أكتوبر 1187م، بعد 90 عاما من الاحتلال. ومرورا بـ #انتصار_6_اكتوبر 1973 المجيد، ووصولا إلى #7أكتوبر 2023.
أما دروس النصر، فمن أهمها: أولاها: ضرورة الاستعداد الدائم بأحدث وأقوى وسائل الدفاع عن الوطن وحمايته، وهنا نشير إلى الذين كانوا يغمزون ويلمزون بمكر عن مدى أولوية الإنفاق العسكرية، لنقول لهم إن السلام تحميه القوة والاستعداد المستمر، لأن دراسة للتاريخ تكتشف ان السلام يشكل الاستثناء وليس القاعدة، بل أن ما يثير العجب تماثل وقائع التاريخ في منطقتنا من حيث الأهداف والأسباب والنتائج، فقد كانت الحجج الدينية التي اندفعت تحت لوائها الحملات الصليبية والاحتلال الاستيطاني والسيطرة على المنطقة (1096 -1291م ) هي نفس الحجج التي يرفعها العدو الص&يوني لاحتلال المنطقة والسيطرة عليها. ونذكرهم هنا بقوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم..") الأنفال: 60( فخرائط الأطماع الص&يونية التوسعية التي تتستر بأساطير تلمودية مزورة لم يكف قادتها عن التعبير عنها، ومنها إعلان نتن..ياهو أخيرا عن نيته (تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط)
بل أن هذه الإطماع التوسعية لا تقتصر فقط على قادة الكيان ومسئوليه، وإنما عبر عنها راعيه الأكبر، فقد قال المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية ترامب خلال جولته الانتخابية:(عندما أنظر إلى #خريطة_الشرق_الأوسط أجد أن إز.رائيل بقعة صغيرة جدا مقارنة بالمساحات الشاسعة من الأراضى حولها ولطالما فكرت هل من طريقة لحصول إزرائيل على مزيد من المساحات). أي انه يعلن الضوء الأخضر لإز.رائيل لاجتياح الدول المجاورة لها وإعادة رسم #خريطة_الشرق_الأوسط .
ثانيا: أهمية التحذير من اختلاق #العدو_البديل، فالعدو الحقيقي لأمتنا العربية والإسلامية هو العدو الص&يوني المدعوم أمريكا وغربيا. إن ابتكار العدو بديل صناعة عريقة في ذهنية المستعمر القديم، فعندنا سقط الاتحاد السوفيتي وتفكك حلف وارسو، طالب المفكرون الأمريكان بتقليل الإنفاق العسكري حيث لا مبرر لوجوده بعد سقوط "العدو الاحمر"، وعندها تم تصنيع عدو بديل أطلقوا عليه "العدو الأخضر" ويقصد بها العالم الإسلامي وظهرت تنظيرات #هنتنجتون حول #صدام_الحضارات. واليوم يحاول العدو الص&يوني خلق عدو بديل من خلال عملائه الذي يطلقهم بأسماء عربية وإسلامية لنشر الفتن الطائفية والمذهبية بخاصة بين #السنة و #الشيعة.
ثالثا: رسخت حرب أكتوبر مفهوم الوحدة والتضامن في مواجهة العدو، وهو ما يعدّ مطلبًا ملحًا لمواجهة التحديات الإقليمية، فعلينا استعادة #المشروع_العربي الغائب. والسعي بكل السبل للتضامن، فلا توجد قوة دائمة في التاريخ، وقد حققت المقاومة بمقدراتها المحدودة نقاط قوة عديدة، والكثير من الانتصارات تتحقق بالنقاط المجمعة وليس بالضربة القاضية، ولعل الهجرة العكسية حاليا من دولة الكيان تبشر بقرب "سفر الخروج" الأخير!
التعليقات