أيقونة الكوميديا المصرية والعربية الفنان إسماعيل ياسين من مواليد 15 سبتمبر 1912م بمنطقة الغريب بالسويس، كان الابن الوحيد لأسرة ثرية، كان أبوه صائغا يملك محلا للذهب، التحق بالكتاب وحفظ القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، توفيت والدته هو صغير، مما دفعه لترك الدراسة وهو في الصف الرابع الابتدائي وتحمل مسئولية نفسه، حاول الالتحاق بمعهد الموسيقى فانتقل إلى القاهرة في سن السابعة عشر.
سبب اتجاهه للمونولوج كان في فترة غنائه بالأفراح، حيث غني "أيها الراقدون تحت التراب" فثار الحضور عليه فغنى مونولوج لسيد سليمان ففرحوا به، وأُعجب به الأستاذ محمد عبدالمنعم أبوبثينة، فتعاون معه مع أول مونولوج خاص به بعنوان "يا اخواتي مراتي سبور.. وأنا عايش زي الطور".
ولاقى نجاحا كبيرا وانضم ياسين إلى فرقة بديعة مصابني، ولفت الانتباه إلى موهبته الكوميدية، وقدمه المخرج فؤاد الجزايرلي عام 1939 في فيلم “خلف الحبايب”، ثم انضم إلى فرقة علي الكسار المسرحية، وظل أحد رواد فن المونولوج على امتداد عشر سنوات من عام 1935 إلى 1945، حتى أصبح أحد أبرز نجوم الكوميديا في عصره.
ظل شديد الاهتمام بأناقته، ويرتدي ملابس من أرقى الماركات الفرنسية والإيطالية، ويشتري البدل والكرافتات الغالية ومئات الكتب العربية والمؤلفات المترجمة، وعلم نفسه بنفسه بعد تركه المدرسة حتى أنه أتقن اللغتين الإنكليزية والفرنسية.
وخلال فترة الخمسينيات أقنعه الكاتب الصحفي موسى صبري أن ينشئ فرقة مسرحية، وبدأ اسماعيل ياسين رحلة البحث عن دار مسرح، وتمكن من استئجار مسرح “ميامي”، ويتسع لحوالي 700 متفرج، وبدأ العرض الأول بمسرحية “حبيبي كوكو” في 11 نوفمبر 1954، بطولته مع مجموعة من النجوم، منهم شكري سرحان، وتحية كاريوكا، ومحمود المليجي وسناء جميل واستيفان روستي، وعبدالمنعم مدبولي وعبدالوارث عسر وإخراج السيد بدير. وظلت “فرقة اسماعيل يس” تقدم عروضها في القاهرة على خشبة مسرح ميامي، وفي الإسكندرية بفصل الصيف بمسرح إسماعيل يس، وقدمت الفرقة نحو 60 مسرحية، أغلبها من تأليف صديقه الكاتب أبوالسعود الأبياري، منها “الست عايزة كده”، و”عريس تحت التمرين” (1964)، و”جوزى بيختشي”، و”صاحبة الجلالة”، و”من كل بيت حكاية” (1955).
قدمت فرقة إسماعيل ياسين مسرحية " خميس الحادي عشر " وهي مسرحية تاريخية قدمها إسماعيل ياسين وقام بدور السلطان خميس الحادي عشر، وكتبها أبوالسعود الإبياري وأخرجها نور الدمرداش، وقدمت عام 1956 وشارك في بطولتها حسن فايق وزينات صدقي وعدلي كاسب وعبد المنعم إبراهيم ، زهرة العلا حسن مصطفي ، محمود المليجي ، استيفان روستي .
والمسرحية كوميدية اجتماعية سياسية قدمت في ثلاث فصول وكانت تسقط علي الواقع ما يحدث في مصر وقتها، وتنتقد القضايا الاجتماعية والسياسية في تلك الفترة التاريخية من حكم مصر ، وحققت المسرحية وقت عرضها نجاحا جماهيريا كبيرا .
وتعد “حكاية جواز” آخر مسرحية قدمها إسماعيل يس عام 1966، وتوالت عليه العروض فقدم 96 فيلما في العام الواحد، وهو ما لم يقم به أي فنان في العالم.
حصل على أول بطولة له في فيلم الناصح عام 1949م، وظهر له في ثلاثة أفلام تحمل اسمه (سمعة، عفريتة إسماعيل ياسين، مغامرات إسماعيل ياسين) ليقدم بعدها مع شريكيه كل الإبياري والمخرج فطين عبدالوهاب سلسلة من الأفلام تحمل اسم إسماعيل ياسين وأكثر من 260 فيلما.
توفي اسماعيل ياسين في 24 مايو 1972م بعد انتهائه من تصوير فيلم "الرغبة والضياع" .
التعليقات