تولي الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بدور الشباب في مختلف المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير فرص عمل جديدة لهم عبر المشروعات القومية العملاقة واستصلاح الأراضي، وتوفير المسكن المناسب لأحوالهم الاقتصادية، من خلال مشروعات الإسكان الاجتماعي التي تغطي معظم المحافظات، وكذلك العمل على إعدادهم وتحفيزهم للمشاركة في تولي مهام العمل السياسي والتنفيذي والإداري بالدولة المصرية.
فمنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014، أدرك أن الشباب هم عماد الدولة المصرية وأساس قوتها، وطريقها نحو النهوض والتقدم، لذلك حرص على دعمهم بكل السبل والأشكال الممكنة. وقد أطلق الرئيس حوارًا موسعًا مع الشباب المصري عام 2016م (عام الشباب) للوقوف على أحلامهم ومشكلاتهم، وما زال الحوار مستمرًا عبر مؤتمرات وطنية فعالة وناجحة.
كما وجه الحكومة إلى تنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وتطوير مراكز الشباب، فضلًا عن إطلاق العديد من المبادرات مثل مبادرة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومبادرة "فكرتك شركتك"، ومبادرة "اسأل الرئيس"، وغيرها من المبادرات الأخرى التي تندرج تحت رؤية الرئيس للاهتمام بالشباب.
يضاف إلى ذلك المبادرات التي أطلقتها الحكومة المصرية للارتقاء بمستوى التعليم الجامعي والفني، وإعادة تأهيل الشباب الباحث عن فرصة عمل، بما يساهم في تقليل فجوة البطالة، وتمكينهم من المشاركة الإيجابية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعلى المستوى السياسي، تسعى الدولة إلى إشراك الشباب وتشجيعهم على الانخراط في العمل السياسي.
إن المتفحص المنصف للدولة المصرية في السنوات الأخيرة سيجد أنها أبدت اهتمامًا واضحًا بالشباب، حيث عملت على التأكيد على دورهم الريادي والرفعة من شأنهم والعمل على وجودهم كأطراف فاعلة في الدولة الجديدة، والانتقال بهم من مقعد المشاهد إلى المشاركة في صنع الحدث.
وذلك عبر إعلان القيادة السياسية عن مؤتمر الشباب الأول الذي عقد عام 2016 في مدينة شرم الشيخ، وفيه تم لقاء الشباب بمؤسسات الدولة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان حريصًا على حضور كل الجلسات والمشاركة بقوة في النقاشات والفعاليات.
حينها أدرك الشباب أن هناك لغة تفاهم وتعاون، لا لغة تهميش وتعالٍ، بينهم وبين مؤسسات الدولة، وهو ما فتح الطريق لوجود الشباب في المعترك والتحدي الذي تخوضه الدولة المصرية وهو البناء والتحديث.
ومنذ تدشين ذلك المؤتمر لم تتوقف فعاليات المؤتمرات الشبابية.
بل امتدت وتوسعت بناءً على رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في أن تتحول الفكرة المصرية بالتواصل مع شبابها إلى أيقونة عالمية، بالإعلان في المؤتمر الرابع الذي عقد في محافظة الإسكندرية عن منتدى شباب العالم، بهدف إيجاد تواصل حقيقي وفعال بين الشباب من بلدان مختلفة وحضارات متنوعة، في تطبيق فعلي ونزيه لمصطلح "تواصل الحضارات".
هذه المنصات الجديدة للتواصل مع الشباب، ومنها مؤتمر الشباب ومنتدى شباب العالم، مثلت في مجموعها فرصة جيدة للتواصل، وبوابة لشرح الرؤى المستقبلية وتبادل المعلومات، كما أنها ترفع الروح المعنوية للمؤسسات والأفراد عبر خلق حالة عامة من الاطمئنان، كونها توضح تماسك الدولة وقدرتها على نقاش العديد من الملفات بصراحة وشفافية.
وخلال هذه المؤتمرات تم طرح العديد من الرؤى والأفكار بحرية كاملة في حضور الأجهزة التنفيذية من وزراء، ومحافظين، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والخروج بتوصيات تمت الاستجابة الفورية لها، ومنها الإعلان عن إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب بالقرار الجمهوري 434 لسنة 2017، بهدف إمداد الدولة وأجهزتها المختلفة بالعناصر الشبابية المختلفة بعد تطوير مهاراتهم وقدراتهم بشكل فعلي.
وتتعدد مجالات تمكين الشباب في التعليم، والثقافة، والسياسة، والتدريب، وبناء القدرات، والتوظيف، والصحة، والاندماج الاجتماعي. وتولي الدولة المصرية أهمية كبيرة بالشباب في إطار البعد الاجتماعي لسياساتها التنموية، وهو ما يؤكد على أهمية دور الشباب في المجتمع وضرورة مشاركتهم في جميع مجالات التنمية الشاملة التي تشهدها مصر.
التعليقات