تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية توترات داخلية غير مسبوقة، وسط تحذيرات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوزراء حكومته من الإدلاء بأي تصريحات حول القضايا السياسية أو الأمنية. تأتي هذه التحذيرات في وقت حساس للغاية، حيث وصف نتنياهو الوضع بأن إسرائيل تمر "بأيام مصيرية"، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية".
حذر نتنياهو وزراءه من التحدث علنًا حول القضايا الحساسة، في وقت تشهد فيه حكومته ضغوطًا متزايدة على الصعيدين الداخلي والخارجي. يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات الأمنية والمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث يبدو أن نتنياهو يسعى للسيطرة على الخطاب الحكومي وضمان وحدة الرسالة التي تخرج من حكومته.
في تطور لافت، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أنه سيعلن انسحابه من الحكومة إذا تم اعتماد الصفقة المطروحة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين. هذه التصريحات تعكس الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع التصعيد المستمر في قطاع غزة والتوترات على الحدود الشمالية.
في هذا السياق، يرى الباحث السياسي الداه يعقوب أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستغل الوقت ولن يدخل المفاوضات حول وقف إطلاق النار بشكل جدي. ويعتقد يعقوب أن نتنياهو قد يعقد الأمور أكثر خلال المفاوضات ولن يفي بأي التزامات، مما يزيد من تعقيد الوضع الحالي.
وأضاف يعقوب، خلال حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك غضبًا متزايدًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه نتنياهو، حيث يشعر أن الأخير قد خدعه. ويعتقد يعقوب أن نتنياهو يسعى لاستغلال الوضع الحالي لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، حتى لو كان ذلك على حساب التصعيد العسكري وفتح عدة جبهات في الصراع.
مع استمرار التصعيد على الجبهات المختلفة، يبدو أن حكومة نتنياهو تواجه تحديات كبيرة من الداخل والخارج. التهديدات بالانسحاب من الحكومة، والتحذيرات من الإدلاء بتصريحات غير محسوبة، تعكس حالة من الانقسام وعدم الاستقرار داخل إسرائيل، في وقت قد يكون فيه القرار الحاسم مصيريًا ليس فقط لحكومة نتنياهو، بل لمستقبل إسرائيل في المنطقة.
التعليقات