تتميز العلاقات المصرية الإماراتية بأنها قائمة على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، وتتضافر جهود الدولتين في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات.
يعود تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل عام 1971 الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات. واستندت العلاقات بين البلدين إلى أسس الشراكة الإستراتيجية.
ويسجل التاريخ للشيخ زايد أنه الرجل الذي غرس التوجه نحو مصر بكل الحب والتقدير، وتعهد العلاقات الإماراتية المصرية بالرعاية والعناية ونسج علاقات بالغة التميز والخصوصية معها.
إذ تحرص الدولتان على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي، والتصدي لمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها.
وشهدت السنوات الأخيرة تنسيقًا وثيقًا بين الدولتين تجاه القضايا الرئيسة، مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية والليبية واليمنية والسورية، فهناك تقارب كبير في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية.
وشكلت العلاقات المصرية الإماراتية نموذجًا متميزًا يُحتذى به في العلاقات بين الدول والشعوب، إذ يجمع البلدين الشقيقين روابط تاريخية أثمرت على مدى نصف قرن عن ترابط وتوافق في جميع المواقف والقضايا، كما يحرص كلا البلدين على مشاركة بعضهما البعض الاحتفال بإنجازاتهما في مختلف المجالات.
إن قوة تلك العلاقات على الصعيد الاقتصادي تترجم البنيان المتين لتلك العلاقات على الصعيدين التاريخي والسياسي، فالإمارات تعد أكبر دولة مستثمرة في السوق المصرية.
وتتميز العلاقات بين البلدين أيضًا بالدعم المتبادل في العديد من المواقف سواء في الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، وهناك تطابق في الرؤى والأفكار بين قيادة البلدين.
وشهدت هذه العلاقات دفعة كبيرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أصبحت نموذجًا يُحتذى في العلاقات العربية العربية؛ وأدت العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين إلى زيادة التعاون، بخاصة على المستويات الاقتصادية المختلفة، فتحتل الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية والأجنبية المستثمرة في مصر.
تُبرز أهمية زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لمصر، والتي تأتي في إطار العلاقات القوية التي تجمع البلدين.
هذه الزيارة تعتبر رسالة للعالم أجمع على مدى رقي الخدمات السياحية المصرية واستقرار الدولة وتمتعها بالأمن والأمان، وأنها قبلة الحياة للعالم.
أن العلاقات المصرية الإماراتية شهدت في الآونة الأخيرة تطورات كبيرة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والسياحية وزيادة التبادل التجاري في حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر.
وأن زيارة رئيس دولة الإمارات جاءت لتؤكد على مدى أهمية العلاقة التعاونية بين مصر والإمارات العربية المتحدة وتعكس مدى حب الإمارات لمصر وتحمل دلالات مهمة اقتصاديًا وسياسيًا.
وتشهد العلاقات المصرية الإماراتية توافقًا في كافة الملفات إلى جانب حرص الزعيمين على التواصل الدائم وعقد اللقاءات بشأن مختلف الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
هذه الزيارة المعتادة لرئيس دولة الإمارات لمصر بمثابة دعم مستمر منه لقطاع السياحة المصري.
حرص الرئيس السيسي على اصطحاب أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في جولة بمدينة العلمين الجديدة؛ وهذه الزيارة التي لفتت أنظار العالم.
جولة الزعيمين بمدينة العلمين تؤكد ما وصلت إليه الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي، من استقرار وأمن وتنمية وطفرة غير مسبوقة ونجاحها في تحويل صحراء العلمين من ساحة ألغام بفعل الحربين العالميتين الأولى والثانية، إلى مدينة عالمية حديثة، تجذب المستثمرين والسائحين من كافة أنحاء دول العالم من خلال رؤية ثاقبة مستنيرة للقيادة السياسية بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
مهرجان العلمين بات فرصة مهمة لإظهار الصورة الإيجابية والحقيقية للسياحة المصرية وترويجها، كما أنها نقلة نوعية جديدة للحركة الوافدة خلال الفترة المقبلة المستقبلية.
فضلا عن ما تحققه من مكاسب سياحية واقتصادية في الترويج والتسويق لمعالم مصر الهامة وهو ما يمهد لرفع مستويات السياحة خلال الفترة المقبلة.
التعليقات