واحدة من أفضل المهارات التي من الممكن أن تغير شكل حياتك هي قدرتك على صد الأذى عن روحك.
كلمة block تعني الحظر لشيء لا ترغب في وجوده. دعني أضيف مصطلح قد يبدو مختلف، "البلوك العقلي Brain block"، وهو قدرة عقلك البشري على دفع أي أذى عنك بما يجعل حياتك تسري بأقل قدر من المنغصات.
السلبية الفكرية تطاردنا ليل نهار، تدخل إلى بيتك إلى أبنائك إلى عملك وإني أشعر أنها قد تمتزج بالهواء الذي نتنفس بما يحَوِل حياة البعض منا إلى قطعة من الجحيم.
قبل أي شيء، يجب أن تَعلَم أن تَعَلُم تلك المهارة أمر ليس بيسير.
كل خطوة تخطوها في هذا الطريق تبعدك أميال عن الحزن والبؤس وتقربك بقوة من من سعادتك المفقودة.
إذا لم تشرع في اكتساب تلك المهارة سوف تحاط بأشخاص شديدي السلبية ويزحف على حياتك البائسة تلك المزيد من الأشخاص سوداوي النظرة.
لا أعني هنا بالبلوك العقلي أن تقطع علاقاتك بأشخاص في حاجة إليك، بل أعني في المقام الأول أن تفعل هذا داخل عقلك.
عندما تبرد أجسادنا في الشتاء، نلتحف ملابس صوفية وأغطية ثقيلة تحجب عنا البرد والصقيع.
هذا بالضبط ما تحتاج أن تفعل، أن تعلم أنك لست مسئول عن إصلاح الكون رغم أنك موجود بقوة بجانب كل من تحب. أن تعزل قلبك عند مواجهة المشكلات لتسمح بإعمال عقلك دون ضغط. ألا تسمح لمشاعرك أن تتورط أكثر مما ينبغي، لأن في النهاية أنت لديك أيضا مشكلاتك ويجب أن تحسن فيها التواجد والأداء.
وأخيرا أن تعقب كل جلسة لها طاقة سلبية بفعل يمكنه التخفيف عنك كأن تمارس رياضة أو هواية أو تقرأ بعض آيات الله أو حتى أن تسترخي أمام التلفاز وتسمح لعقلك أن يذهب إلى مكان آخر.
نجاحك في تطبيق تلك المهارة مرهون بإدراك الوقت المناسب الذي يحتاج جسدك فيه للراحة وعقلك للهدوء وقلبك للتشاور.
إصرارك على بعض العادات الإيجابية من شأنه تقليل التأثير السيء على مزاجك وتقليل بقائك داخل الطاقات السلبية؛ هنا يتوقف عقلك عن العمل بطريقة سلبية ويبني أفكار أكثر إيجابية عن نفسه وعن المشكلات المحيطة به.
ثرثر في أحلامك، فيما تحب أن تنجزه، في أمنياتك تجاه أبنائك، في مشاريع عليك إنجازها، وفي علاقة متينة مع الله.
هناك أشخاص ضعفاء اعتادوا النكد سبيلا للحياة، رغم ما بهم من عوار لكني أراك لازلت تقف تحت مظلتهم.
فلماذا لا تأخذ هذا الشخص إلى منطقة الترفيه؟ لماذا تقف من السعادات موقف المتفرج؟ لماذا لا يعنيك تلك الساعات والأيام من عمرك والتي تغيب عنك فيها السرور؟ لماذا إذا كانت حجتك هي الأقوى تستمر في منطقة مظلمة وتمنع عن روحك أنفاسها المريحة؟
البلوك العقلي هو تدليك لطريقة تفكيرك السلبية ومساعدتها على الاسترخاء في أماكن رطبة ظليلة يدخلها الشمس والهواء.
يبدو أننا أصبحنا لا نتنفس، ويبدو أننا اعتدنا ضيق التنفس، وللأسف لا يبدو أننا بذلك سننجو.
كن متبلدا بذكاء مع الأرواح الغبية، ولا تسمح لمنقوص العقل أن يقودك. ستأخذ طاقة المكان الذي تركت فيه روحك فنصيحة من صديقتك انتقي من يستحق ما تبذله.
يميل أغلب الأشخاص إلى الركود الفكري متصورين أن هذا المجهود المبذول لن يؤتي ثماره.
كل ما تكافح من أجله تصل إليه!
غاية ما في الأمر أنك اعتدت الظلام فأصبح نور النهار يزعجك. اعتدت الأيام الثقيلة والحوارات المزعجة والنِديّة والغيرة ومقارنة نفسك بالآخرين.
ستبقى عاجزا طوال حياتك مادمت لا تستطيع التخلص من الأشياء الثقيلة في رحلتك. وأحد أهم أسباب تلك المشكلات هي أنت نفسك.
يا أخي لقد أصبحنا نقول "اللهم اجعله خير" عندما نضحك لدقائق! إلى هذه المرحلة أصبحنا بؤساء؟ وكأن الراحة والضحك والسعادة أصبحت سلعة ترفيهية في حياتنا.
لن يجبرك أحد أن تعيش حياتك بسلبية، أنت الأحمق الذي يسمح بفصل تيار السعادة عن مسكنه ثم يجلس عمرا بأكمله يلعن الظلام.
حوط روحك بأشخاص محبين للحياة، تسلح بمن يرى أن عمره يستحق أن يتخلله السعادة، جاور الطيبين الذين تستطيع أن تتحدث معهم عن نفسك دون أن يعقب كلامك تحليل وتدقيق وغيرة واستكثار.
اقتناعك أنك شخص جيد يستحق السعادة هو السبب الأول والأخير لحصولك عليها، غير ذلك ستمضي عمرك تنفض عنك غبار اليأس وضيق الروح وغربة تُلزِمك الكآبة واجترار الهموم.
لقد أصبح تعكير مزاجك والتفنن في بث الطاقة السلبية مهارة عند بعض الأشخاص.
سلامك النفسي هو طريقك الأوحد لتحقيق السعادة، فلا تبخل على نفسك بتدريب عقلك وروحك على تجنب ما يؤذيك.
إن اللحظة الفيصلية التي تتوقف فيها عن تعاطي الأحزان والبدء في بعض إجراءات التقشف النفسي مع كل من يهدد هدوئك ولا يحترم حقك في أن تحيا كما تحب هي أفضل عملية عقلية تديرها في حياتك.
بعض الأشخاص يجب أن تستدعي تقنية حظر التجول داخل أرواحهم، فربما بعض الإجراءات التقشفية يكون فيها الخير لهم ولك.
التعليقات