المؤكد أن الفتاوى الخاطئة هى مصدر كل الشرور، وهى التى يستند إليها كل منتسبى جماعات العنف والارهاب لإزهاق الأرواح، وسفك الدماء، وتشويه صورة الإسلام السمح.
من هنا تأتى أهمية انطلاق أعمال المؤتمر العالمى التاسع للإفتاء بالقاهرة يوم الأحد الماضى، تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
ميزة المؤتمر أنه مؤتمر عالمى، بمعنى مشاركة معظم دور الإفتاء فى العالم الإسلامى، حيث شارك فى المؤتمر كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من 100 دولة من دول العالم الإسلامى، ليتناقشوا فى الفتاوى التى تهم كل مسلم، خاصة تلك الفتاوى المثيرة للجدل، وتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة، والفصل بين ما هو دينى، وما هو دخيل على الدين، ووضع النقاط على الحروف فى الكثير من القضايا الجدلية والمثيرة للاختلاف.
انتشر الإسلام وتمدد بالاعتدال، ودخل دولاً كثيرة دون سلاح، وكان التجار والعلماء هم أبرز المبشرين بالإسلام بسلوكياتهم واعتدالهم، حتى خرج البعض بفتاوى متشددة تبيح سفك الدماء، والتخريب، والقتل، والعنف، مما أساء كثيرا إلى الإسلام والمسلمين، وأسهم فى نشر أفكار مغلوطة بعيدة كل البعد عن روح الإسلام.
من الضرورى جمع المؤسسات والهيئات الإفتائية الإسلامية على كلمة سواء فى هذه المرحلة ـ كما أشار د. شوقى علام مفتى الجمهورية ـ خاصة أن العالم يواجه أزمات عنيفة تكاد تعصف بمحيطنا الإقليمى، مما يضيف أعباء إضافية على تلك الهيئات والمؤسسات للحفاظ على المجتمع الإنسانى من الوقوع فى منحدر أخلاقى.
أعتقد أن المؤتمر يمثل فرصة حقيقية لمواجهة الأزمات والتحديات الخطيرة التى يمر بها عالمنا الإسلامى، وكذلك الشباب الباحث عن الحقيقة، والراغب فى التمسك بقواعد الأخلاق والفضيلة بعيدا عن التطرف البغيض أو التدهور الأخلاقى اللعين الذى يحاول جاهداً السيطرة على مفاصل العالم، وظهر جليا فى افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة فى باريس.
كل التحية والتقدير للدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، على مجهوده الرائع والمتميز فى تنظيم هذا المؤتمر الضخم، ويتبقى بعد ذلك ضرورة الخروج برؤية موحدة وقوية لمواجهة الإفراط والتفريط كوجهين لعملة واحدة مرفوضة فى كل المجالات.
التعليقات