فى فيلم (الرجل الثانى) 1959 لعز الدين ذوالفقار، أطلق عز على لسان رشدى أباظة تلك اللزمة الشهيرة (وحياة طنط كيما)، كان رشدى يرددها ساخرا فى العديد من المواقف، ونحن نعتبر هذا القسم هو أعز ما يملك، مثلما كان فريد شوقى فى أفلام البدايات يكرر (وشرف أمى).
الرقابة المصرية، لم تتوجس من قسم فريد، فهو شائع ومتداول فى الشارع المصرى، سواء أكان يحمل مصداقية أم لا، ولكن مع ( كيما) أختلف الأمر، وصاحبتها العديد من علامات الاستفهام.
هل هى اختصار أو اسم الدلع لكاميليا أو كريمة أم أن هناك شيئا أبعد من ذلك؟. لن تجد إجابة قاطعة، وكادت الرقابة أن تحذف الجملة، لأنها اعتقدت أن لها دلالة أبعد من مجرد اسم الدلع (كيما)، لولا أن رشدى أباظة أقسم لهم أنها مجرد دعابة، وبعد نجاح الفيلم وانتشاره فى الفضائيات، لا يزال البعض يسأل عن (كيما).
بين الحين والآخر تتردد كلمة فى عمل درامى أو أغنية تدعو للتفكير، مثلا فى (شنبو فى المصيدة)، بطولة فؤاد المهندس وشويكار ويوسف وهبى، الذى قدم أولا عام 1968 كمسلسل إذاعى إخراج يوسف حجازى، قبل أن يصبح فيلما سينمائيا بتوقيع حسام الدين مصطفى، كتب المؤلف أحمد رجب على لسان يوسف وهبى ناعتا فؤاد المهندس (إنت انسان أنوى)، وتوجست كالعادة الرقابة خاصة أننا كنا بعد هزيمة 67، وكل كلمة من الممكن أن تحمل معنى مضمرا، ولم ينقذ الموقف سوى يوسف وهبى، عندما قال فى نهاية العمل الفنى إن (أنوى) كلمة بلا معنى اخترعها أحمد رجب لمجرد السخرية، ولا يوجد إنسان أنوى وآخر غير أنوى.
فى أغانينا العديد من الكلمات المحيرة التى نضفى عليها ظلالا من آمالنا أو مخاوفنا، تراها حلما مرة وكابوسا مرة، مثل (جانا الهوى) التى كتبها محمد حمزة ولحنها توأمه بليغ حمدى، وتحديدا هذا المقطع (إللى شبكنا يخلصنا)، الأغنية حققت نجاحا مدويا بعد النكسة بنحو عام، حرص عبد الحليم مع المخرج حسين كمال على كتابة موقف درامى داخل آخر أفلامه (أبى فوق الشجرة) لترديدها كنوع من استثمار النجاح، سألت محمد حمزة هل وجه بالفعل نداء غير مباشر لجمال عبد الناصر، قال لى أبدا ولم يخطر على بالى هذا التفسير الذى صاحب الأغنية، بمجرد إذاعتها، إلا أنه أضاف لا أنكر أن أغنية (أى دمعة حزن لا)، كانت البداية بالفعل وطنية، تعنى نهاية الأحزان بعد انتصار أكتوبر73، إلا أن البناء الشعرى للأغنية بعد ذلك أخذ منحى عاطفيا تماما.
لتوفيق الدقن العديد من اللزمات الدرامية الشهيرة مثل (ألو يا أمم) فى فيلم (بنت الحتة)، بطولة فريد شوقى وزهرة العلا، كرر توفيق الدقن تلك اللزمة (ألو يا أمم/ ألو يا همبكة)، ومن بعدها تحققت لها الشهرة، وتردد أيضا أن الدقن كان يقصد (الأمم المتحدة)، المنحازة دوما لصالح إسرائيل ولا تفرض عليها الانسحاب من الأراضى المحتلة بعد 67، بينما الدقن يقول إنها جاءت عفو الخاطر، بلا أبعاد سياسية، ولكن الناس منحتها بعدا سياسيا.
انضم لتلك التفسيرات والتحليلات الشاعر حسن أبوعتمان بأغنية أحمد عدوية (سلامتها أم حسن/ م العين ومن الحسد)، قال إنه كان يقصد بـ(أم حسن) مصر بعد 67، أما هانى شنودة فلقد قال لى إن أغنية احمد عدوية (زحمة يا دنيا زحمة) التى كتبها أيضا أبوعتمان، أدت إلى أزمة سياسية، بسبب جملة (مولد وصاحبه غايب)، قالوا إنه ينتقد بهذا المقطع الرئيس أنور السادات، وتم التعتيم رسميا على (زحمة يا دنيا زحمة)، قبل أن تصبح الأكثر ذيوعا وتردد اللحن بالعديد من اللغات!!.
التعليقات