تساؤلات حول المقترح الأمريكى

أمس الأول الجمعة أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن بنفسه ولأول مرة تفاصيل خطة تتضمن ٣ مراحل لإنجاز صفقة تبادل للمحتجزين من النساء والجرحى وكبار السن مقابل وقف شامل لإطلاق النار لمدة ٦ أسابيع، وخلال الستة أسابيع يتم التفاوض على المرحلة الثانية التى تتضمن انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من المناطق السكنية فى غزة، ووقف كامل ونهائى للأعمال القتالية، وتبادل كل الأسرى المتبقين، وإذا استمرت المفاوضات أكثر من ٦ أسابيع يستمر وقف إطلاق النار لحين التوصل إلى اتفاق المرحلة الثانية. أما المرحلة الثالثة، فهى تتضمن خطة لإعمار غزة.

الرئيس الأمريكى أعلن أن إسرائيل هى التى اقترحت الاتفاق الجديد داعيا حركة حماس إلى قبوله، مطالبا بعدم «تفويت» هذه الفرصة للتوصل إلى اتفاق.

أعتقد أنه ليست هناك مشكلة فى المقترحات، ولكن المشكلة أن تلك المقترحات ربما تكون «فخا» أمريكيا جديدا لإطالة أمد التفاوض إلى حين انتهاء القوات الإسرائيلية من عدوانها على رفح وباقى أنحاء قطاع غزة.

القراءة المتأنية لخطة بايدن تظهر وجود تضارب فى كلام «بايدن» نفسه فهو يعلن أنها مقترحات إسرائيلية، لكنه يشير إلى أن هناك أعضاء فى الحكومة الإسرائيلية لن يوافقوا على هذه الخطة داعيا القيادة الإسرائيلية إلى دعم هذا الاتفاق رغم الضغوط المتوقعة.

هنا يتم طرح هذا التساؤل: إذا كان الرئيس الأمريكى يقول إن هذه المقترحات هى مقترحات إسرائيلية، ويطالب حماس بالموافقة عليها، فلماذا يتراجع ويشير إلى تخوفه من عدم موافقة الحكومة الإسرائيلية عليها؟

الفخ الثاني، هو أن المقترحات الجديدة تعيد فتح التفاوض والنقاش حول قضايا ونقاط تمت مناقشتها قبل ذلك، وتم الانتهاء منها مما يطيل أمد التفاوض فى وقت لا يحتمل مثل هذه المماطلات خاصة بعد مرور ما يقرب من ٨ أشهر على القتال فى غزة، وارتكاب إسرائيل أبشع جرائم الإبادة الجماعية هناك، وتدمير القطاع بشكل كامل يصعب معه الحياة بعد ذلك.

اخيرا تبقى هناك العديد من التساؤلات مطروحة حول جدية هذه المقترحات، وتتعلق معظم هذه التساؤلات حاول ما إذا كانت هذه المقترحات «لتبييض سمعة» بايدن فى عام الانتخابات؟ أم هى مقترحات لفك الحصار الدولى المتزايد الآن حول النظام العنصرى فى إسرائيل؟ أم هى فعلا مقترحات جادة قابلة للحياة خاصة أنها جاءت لأول مرة وبشكل مباشر من الرئيس الأمريكى نفسه؟

المشكلة أن الوقت يمر بسرعة، وكل تأخير يعنى المزيد من الضحايا والتدمير والتخريب، والمشكلة الأكبر أن الراعى الرسمى لكل هذا الخراب هو الرئيس الأمريكى جو بايدن وإدارته، ولولا دعم الإدارة الأمريكية اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا للاحتلال الإسرائيلى لتغير الموقف تماما منذ سنوات طويلة؟

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات