لا ملامة على مرتكب ذنب خص به نفسه بالعذاب، وكل الملامة على من صار داعيا لارتكاب ذنب ما؛ طواعية من نفسه ليبرر لنفسه وللناس ارتكاب الذنب، فهناك من يرتكب الذنب سرا فيأخذ إثم الذنب، وهناك من يرتكبه جهرا فيأخذ إثم الذنب والفتنة، ولكن يظل الأخطر على المجتمع هو ذلك الذي يستخدم ذكاءه متحايلا على الدين وعلى الناس وليس على الرب، فيفعل الحرام في صورة حلال.
تمسك مُلفت من الكثير من التجار بما حرم الله من التجارة، فأصبح هناك العديد من الأساليب الملتوية المتبعة لأدق تفاصيل أحكام الشرع في ظاهرها، وهي ربا في باطنها، وبقدر من يكذبهم هناك من سلم وآمن بهم وبرأيهم، وتبقى الحقيقة الأكثر حيرة وتساؤلا أن أولئك التجار على علم بأنهم على خطأ، وعلى علم بأنهم يمارسون تجارتهم بالربا، ويدعون البر لخداع الناس ولكن أنفسهم يخدعون.
ظهرت في أواخر التسعينات وأوائل الألفينات ظاهرة ارتداء باروكة من الشعر المستعار بدلا من الحجاب الشرعي من قبل الفنانات المحجبات؛ وهذا لرغبتهم في الظهور على جمهورهم من جديد بعد شوق لشغف العمر، ولكنها رغبة دفينة في خلع الحجاب، رغبة مغلفة بالخوف من رد فعل المجتمع فجاء التحايل، وبعد اندثار تلك الظاهرة مع الزمن بدأت في الظهور من جديد هذه الأيام.
اخلعي حجابك وارتكبي ذنبك بحرية وشجاعة أو تمسكي به، ولا تقومي بحملة تحايل على الدين لخلع الحجاب حتى تبررين فعلتك أمام نفسك وأمام الناس، كيف أصبحت الباروكة بديلا عن الحجاب الشرعي؟ ما هو المحرم ظهور شعرك لغير المحارم، أم ظهورك بالشعر؟! وهل شعرك الذي سقط أرضا حرام على أنظار العابرين؟!
إن الشعر عضو مجرد لم يُحرم ظهوره، بل حُرم عليكِ الظهور بالشعر، رقبة ووجه يعلوهما شعر منسدل في غاية الجمال يُعد وسيلة فتنة، وفرض الله الحجاب على المرأة من أجل كبحها، وظهور الفتاة بشعر مستعار لا يعرف الفرق بينه وبين الحقيقي غيرها فتنة، وطالما وقع الحدث وجب فرضه.
فالحلال بين والحرام بين، والحاسم في الأمر هو الله سبحانه وتعالى يوم الفصل، ولكن في ظل حياة مليئة بفنون التحايل على الدين، وبكم طائل من الفتن والذنوب الجماعية، أصبح واجب علينا بذل مجهود مضاعف لحماية أنفسنا وأنفس أحبائنا منها، وإن تطلب الأمر أن تسير طوال حياتك ملاصقا للحائط، لا تميل عن طريقك ولا تنظر حولك؛ فافعل ولا ندم فالجنة تستحق.
التعليقات