تتعدد الفنون الأدبية بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والشعر والنثر وغيرهم، ولكل منهم لذته ومذاقه الخاص، ولكن لماذا يُنظر للرواية على أنها الأفضل للقراءة، بينما يُقال "أن لا قيمة للمسرحية وهي على ورق"؟
تكمن الفكرة في سؤال "لمن كُتبت الرواية، ولمن كُتبت المسرحية؟"
كُتبت المسرحية لتُجسد على المسرح، حيث وُجد المسرح قبل وجود أدب كتابة المسرحية، يعود نشأة المسرح إلى العصر الخامس قبل الميلاد، كان المسرح بداية مكانا للرقص البدائي، ثم تطور إلى تجسيد الأساطير والقصص الدينية، وأخيرا وعندما أصبح المسرح جزءا أساسيا في حياة الشعوب، ذهب إلى ما يفضلوا رؤيته أكثر حيث الدراما، بقصصها الاجتماعية المثيرة.
وهنا بدأت المسرحية في الظهور، وأفضل المسرحيات هي تلك التي كُتبت في كنف المسرح، حيث يكتبها المؤلف وهو يرى المسرح الذي ستُجسد عليه، يعلم إمكانياته وزواياه فيستطيع أن يخرج أفضل ما فيه.
فلم تُكتب المسرحية يوما للجمهور، كُتبت المسرحية للمخرج وفريق العمل من ممثلين ومسئول الديكور والموسيقي، يشرح المؤلف في زواياها كيف يجب أن يتصرف كل فرد من فريق العمل حتى تخرج المسرحية بصورته ورؤيته هو، لتصبح المسرحية ذات رؤية واحدة.
بينما لم ُتكتب الرواية إلا للجمهور، كُتبت القصة مجردة من أي تفاصيل تجبرك على رؤيتها بصورة واحدة، عمل كاتبها على قوة تخيلك، وعزز هذا بوصفه لضوء الشمس ولملابس الشخصية وترتيب المكان، مع ضمان كامل الحرية لك، في رؤية القصة كاملة وأسبابها، وهذا لأن الرواية وجدت في زمن، يصعب التنبؤ فيه بمجيء عصرنا هذا، حيث السينما والتليفزيون.
ولهذا السبب تعد قراءة الرواية أمتع بكثير من رؤية الفيلم المقدم لها، بل وأكثر من المتعة، فالقراءة تعطي الرواية حقها أكثر، تكون رؤيتك أنت متمتعا بجماليات الكاتب، بينما الفيلم هو رؤية المخرج في الرواية، ولهذا ترى مخرجا يقبل على تقديم رواية سبق وأن قُدمت في فيلم قديم، وهذا لأنه امتلك رؤية خاصة للرواية أراد تقديمها.
فالأمر بسيط ... يفضل الجمهور قراءة الرواية، لأنها كُتبت من أجلهم، بينما المسرحية هي المفضلة لدى أهل المسرح، لأنها موجهة لهم بالصورة التي لا يفهمها سواهم.
فبين الرواية والمسرحية .... أيهما تفضل قراءته؟
التعليقات