تنعقد في الحادي عشر من الشهر الجاري قمة عربية طارئة في الرياض حول التصعيد الإسرائيلي في غزة؛وسط ترجيحات بأن تركز على الشق الإنساني، بدون الاستغراق في بحث الجوانب السياسية، لأن الأجواء المشحونة لا تسمح بذلك.
وتأخذ القمة العربية الطارئة هذه المرة بعدا إنسانيا ملحا أكثر منه سياسيا، لأنه الشق الأشد إزعاجا بعد أن راح الآلاف من المدنيين ضحية الحرب ؛ويمكن أن تشهد الفترة المقبلة المزيد منهم على الجانب الفلسطيني مع اكتمال الاجتياج البري.
قمة الرياض تحتاج إلى مراعاة مجموعة من التشابكات الإقليمية والدولية مع هذه الحرب، لتتمكن من عبور مطباتها العديدة وتلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية طلبا رسميا من فلسطين والسعودية لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى القمة برئاسة المملكة بالرياض في الحادي عشر من نوفمبر الجاري، وذلك لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة.
وكان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية عقد دورة غير عادية بمقر الأمانة العامة في الحادي عشر من أكتوبر الماضي.
طالب خلالها بتحرك دولي عاجل لوقف الحرب، وإدانة استهداف المدنيين، وحذر من محاولات التهجير.
وتحتاج قمة الرياض إلى مراعاة مجموعة من التشابكات الإقليمية والدولية مع هذه الحرب، لتتمكن من عبور مطباتها العديدة.
القمة العربية الطارئة ستكون "مختلفة هذه المرة"، حيث ستسعى لتأكيد الموقف العربي على أن حل الصراع الراهن لن ينتهي إلا بحل الدولتين على حدود ما قبل عام 1967.
على الرغم من كونها لا تستطيع تحقيق الشيء المباشر في إيقاف الحرب، لكنها ستكون ورقة قوية توجه بها الدول العربية خارطة طريق تقول للجميع إن السلام لن يتحقق إلا بحل القضية الفلسطينية.
الدول العربية سعت خلال الفترة الماضية إلى إنشاء قاعدة دبلوماسية بالتواصل المباشر مع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في الصراع والقمة رسالة تضامن قوية للشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية؛كما يؤكد أن الشعب الفلسطيني ليس بمفرده، وهناك تضامن عربي مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش ظروفا قاسية.
تأكيد عربي جماعي برفض ما تقوم به إسرائيل من عقاب جماعي لما يزيد عن 2.3 مليون نسمة هم سكان قطاع غزة.
والقمة تؤكد أن القادة العرب والشعوب العربية بكل مكوناتها تدعم حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه وقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
والدفع نحو ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية التي يجري إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وأن يكون هناك جسر عربي لزيادة تلك المساعدات الإنسانية.
القمة العربية ستكون رسالة للدول الغربية بضرورة الوقف العاجل للحرب ؛كما ستمثل ضغطا كبيرا على الحكومة الإسرائيلية لدفعها لقبول الهدنة الإنسانية قمة الرياض سوف تكون فرصة لإبداء رأي عربي جماعي بشأن الرؤية العربية للمسار السياسي للصراع الراهن، وعدم اتساع نطاقه في الإقليم.
والقمة هدفها محدد ويتعلق بوقف قتل المدنيين وفتح الباب لدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح.
وليس لديها المجال لمناقشة قضايا مصيرية، أو حدوث مناوشات مع إسرائيل أو ضد حماس، أو مع المقاومة وضد السلطة الفلسطينية.
القمة الطارئة سترسل رسالة للمجتمع الدولى بأن إسرائيل لا يجب أن تبقى فوق القانون الدولي، وأن تكون هناك معايير عالمية موحدة بعيدا عن سياسة المعايير المزدوجة.
على ضرورة أن يتحمل العرب المسؤولية مع القيادة والشعب الفلسطينيين في هذه الفترة العصبية.
في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون لجرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري والتطهير العرقي، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية.
وقمة الرياض ستكون قمة إجماع على إعادة الاعتبار لإبراز الدور الفلسطيني والتفاوض على إنشاء دولة مستقبلية للفلسطينيين، وعدم السماح لأي دولة في الإقليم بالتفاوض على القضية الفلسطينية والدعوة لوقف الحرب وهناك تحضيرات وأدوار تقوم بها الدول العربية سواء في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة لحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية ؛ضاربا المثل بما قدمته مصر في قمة القاهرة للسلام .
وجاءت قمة القاهرة للسلام تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين في اجتماع يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية وبحث مستقبل عملية السلام ووقف التصعيد في قطاع غزة.
واتفق رؤساء وزعماء الدول المشاركة في مؤتمر القاهرة للسلام على ضرورة التصدي لدعوات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية إن محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو القضاء على القضية الفلسطينية.. أين المساواة بين أرواح البشر بدون تمييز؟ مصر ترفض التهجير ونزوح الفلسطينيين لسيناء وتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبدا مؤكدا على أن مصر دفعت ثمنا هائلا من أجل السلام في هذه المنطقة وبقيت شامخة تقودها نحو السلام.
التعليقات