قلبي لم يعد به غرف مفتوحة، ولا صفوف أحبة أرتبهم كما كنت أفعل في الماضي. لقد استكفيت بما مضى، لم يعد هناك مكان للبكاء على ما سكب من لبن... ولا النواح على من ضاع، وتاه مع الأيام. ولا للأنين على أي شخص، مهما كان.
تأكد أنني في مرحلة الذهاب بلا عودة. سأكون الطائر الحر الذي يحلق في السماء، سأعبر الحدود، وأستكشف عوالم جديدة. فليكن الذهاب هو خياري، لكن أعلم أن ليس هناك عودة.
قد أشبه أبي كثيرا، فكتاب حياتي وصفحاته، لا أطويها بل أمزق كل ما كان، أسقطه وأنساه كأنه لم يكن يوما. لأبدأ كل يوم من جديد، بنقاء وبخطوط جديدة أرسمها بنفسي. لا أخوض ولن أخوض أي حروب أقدمتم على إقلاعها فحروبكم لا تعنيني، لم يعد يبهرني ضوئكم، ولم تعد تهزني سهامكم...
لو أردت الذهاب سأفتح لك كل الأبواب، وكل النوافذ فكن قويا، وغادر إلى ما شئت... فلن أبالي للحظة لما كان...
الاستغناء الكامل عن أي شيء، وكل شيء أيا كان... والاستكفاء التام بما احمله في عقلي وقلبي من ذكرى أو أمنيات أو حتى أحلام.
فللغد صفحاته لملئها من جديد بتحديات وانتصارات. ربما آلام جديدة. ربما خيبات عديدة... لم أعد أعبئ بترتيبها، ولا سطورها... فألتكن، ولتمر صفحات حياتي كما أرادها الله.
التعليقات