تاريخ فلسطين معروف ، ولا يستطيع أحد أن يجادل فى أن أصحاب الأرض هم الكنعانيون أصحاب الأرض الحقيقيين والكنعانيون هم الفلسطينيون وهم أصل فلسطين وهم أصحابها .
فهم أصحاب الأرض قبل الديانات الإبراهيمية الثلاثة ، اليهودية والمسيحية والاسلام ، ولكن اليهود ينكرون التاريخ ويزيفون الحقائق التاريخية .
عندما أمر الله نبيه موسي بالذهاب إلي الأرض المقدسة هربا من بطش فرعون بقومه أمرهم الله بالذهاب إلي فلسطين وذلك للنجاة من بطش وتنكيل فرعون بهم .
نري ذلك في سورة المائدة الأية رقم 21 ، والتي يتمسك بها اليهود ويقولون أنها حجة لهم وعلي الفلسطينيين والمسلمين ، إذ يقولون :أن الله وعدهم بها فى التوراة وهاهي عندكم فى القرءان دليل لنا وحجة عليكم .
قال ذلك السفير اليهودي في مجلس الأمن بعد أن أعلن ترامب نقل السفارة الإسرائيلية إلي القدس.
وفي الأية يقول الله سبحانه وتعالي :
(يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) ولكنهم لم يدخلوها وحدث التيه بهم أربعين سنة ،حتي دخلها يوشع بن نون بعد أربعين سنة بعد معركة دارت بينه وبين العمالقة الذين كان اليهود يخشونهم ويخافون منهم .
فإذا أردنا أن نفهم المعني الذي يتمسك به اليهود ليأخذوا حقا ليس من حقهم ، علينا أن نعود إلي بداية إسرائيل نفسه الذي هو نبي الله يعقوب حيث كان يعيش كما يقول التاريخ وسط أصحاب الأرض هو وأبنائه ولم يدعي أنه مالكا للأرض ، وفي قصة نبي الله يوسف ، استدعاه هو وإخوته للعيش فى مصر وقال الله لهم ( إدخلوا مصر إن شاء الله أمنين ) وهذا لا يعني أنهم أصبحوا بدخولهم مصر أنهم أصبحوا أصحاب أرض ، كذلك نفهم الأن الأية التي تقول ادخلوا الأرض المقدسة ، فهي محطة أخري لفرارهم من البطش للعيش وسط أصحاب الأرض كما عاش فيها من قبل أبيهم يعقوب وأنبيائهم داود وسليمان وموسي وأنبياء بني إسرائيل .
ولعلنا نذكر السبي البابلي لهم الذي كان فى عام 586 قبل الميلاد.
عندما حاول دبيكيا الحاكم اليهودي الانقلاب على حكم البابليين فهاجمه الملك البابلي الشهير نبوخذ نصر الذي اشتهر بـ (بختنصر) الذي أخذ من بقي من اليهود عبيداً إلى بابل وكانوا قرابة أربعين ألفاً وهو ما يعرف بالسبي البابلي وهدم القدس ومنازلها وسلب منهم التابوت مرة أخرى.
وكانت هذه هي الفترة التي عاش فيها اليهود بفلسطين حتي سقطت فى ذلك العام علي يد بوختنصر وتقدر هذه الفترة بحوالي أربعة قرون وذلك من سنة 1000 ق .م وحتي سنة 586 ق.م .
بعدها انتهي ما يعرف بحكم اليهود علي يد الأشوريين والكلدانيين وخلت فلسطين تماما من اليهود فى هذه الفترة .ثم توالي بعد ذلك احتلال الفرس لها واليونان ثم الرومان .
واذا اردنا ان نأتي بذكر لذلك فى القرءان أيضا نذكر الأية رقم 168 بسورة الأعراف والتي يقول الله فيها لهم أنه كتب عليهم الشتات فى الأرض ولن يكون لهم وطن حتي يوم القيامة .
تقول الأية :
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
من خلال ذلك نري أن كل ما يقوله اليهود باطل وليس لهم حق تاريخي وليس لهم حق ديني أو وعد من الله كما يقولون وللأسف عندما يفسر بعض المشايخ أية ادخلوا الأرض المقدسة نجدهم يفسروا بمنطق خاطئ يجعل اليهود فى منطق قوة ويجعلهم فى منطق ضعف لأن معظم التفاسير خاطئة لأنها التفت حول تفسير أشخاص لم يقرأوا التاريخ ولم يتابعوا سير التاريخ وأحداثه،كل التفاسير لا تخرج من باب أن قوم موسي في ذلك الحين كانوا مسلمين وبالتالي عليهم أن يخرجوا ويحاربوا القوم الوثنيين الذين كانوا بالأرض المقدسة فى ذلك الحين .
ومن هنا نجد وقوع أغلبية المفسرين فى فخ اليهود الذين يضحكون كلما استمعوا لمثل هذه التفاسير.
ستبقي فلسطين تاريخيا ودينيا عربية والأرض المقدسة تاريخيا ودينيا عربية فلسطينية وعلي الذين يجهلون التاريخ أن يتوقفوا عن كل تفسير يخالف حركة التاريخ ودورته.
التعليقات