خلق الله الإنسان لعبادته ولتعمير الأرض، ومن أجل ضمان تحقيق الغرض الثاني، خلق الله رغبة ملحة في الإنسان تجاه كل ما هو معمر للأرض "المال والبنون"، فسبحان من جعلهما زينة الحياة الدنيا، بل وأقر بذلك في كتابه "القرآن الكريم" فحبك للمال مع تقوى الله سيأخذ بك إلى طريق العلم والعمل، وحبك للبنين مع تقوى الله سيأخذ بك إلى طريق الاستقرار ثم الزواج، أي ضمان عدم فناء الجنس البشري مع ضمان استمراريته في عملية تعمير الأرض.
كما خلق الله في نفس كل إنسان حاجة إلى وجود شخص أقرب إليه من أهله وذويه، ووصف طبيعة العلاقة بين الزوجين بكلمتين شملتا كل ما يتمناه الإنسان في علاقته "المودة والرحمة" المودة تشمل التفاهم والمحبة، والرحمة تشمل الاحتواء واللين عند الغضب، كما وصف الزواج بالميثاق الغليظ، سهلُ في عقده وصعب في حله، ولكن اليوم أصبح الزواج يأخذ سنوات والطلاق يأخذ بضع لحظات.
خُلق الزواج على اتزان فكل طرف له ما له وعليه ما عليه، ولكن عندمافعندما يرغب أحد الطرفين في أن ترجح كفته على حساب كفة الطرف الآخر سيفقد الزواج اتزانه، سيبدأ أحدهم في أخذ مالاما لا يستحق، مع بداية صبر وتضحية الطرف الآخر، حيث بدأتثم تبدأ الحدود في الذوبان فلن يعرف أحد أين يجب أن يقف.
أمرك الله بالعلم والعمل، فلا أحد يملك الحق في منعك عن أحدهما، فلا سلطة تعلو على كلمة الله، لك صلات رحم باقية معك من قبل الزواج يجب وصلها فالزواج يضيف إلى صلاتك لا يقتص، لك أصدقاء، لك أحلام، لك حياة مستقلة؛ فسر على خطاها مثلما بدأت فيها.
تحول الزواج من أسمى حالات السلم إلى أقسى حالات الحرب، حيث الضغط والأذى النفسي من طرف واحد أو من الطرفين وهذه العلاقة نهايتها أفضل من استمرارها.
حافظوا على حريتكم، حافظوا على سلامكم، حافظوا على سعادتكم، كونوا كالطير يخرج كلا منكم إلى طريقه في الصباح حتى يعود في آخر اليوم سعيدا متزنا.
وعندها فقط يصبح البيت عشا.
التعليقات