الجيش المصرى على مدار تاريخه جزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم وأن من أسباب قوة هذا الجيش أنه لم يعتمد يوما على المرتزقة الأجانب؛ وإنما اعتمد على المصريين أبناء الأرض الطيبة.
وعلى مر العصور.. حظى الجيش المصرى بمكانة عظيمة واحترام شعبي ودولي لتاريخه العريق؛ ودوره الوطنى داخليا وإقليميا بل وعالميا.
ولم يكن الجيش يوما مجرد أداة للحروب بل كانت المؤسسة العسكرية نواة للتنمية الشاملة؛ وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التى تنصهر بها كل الخلافات محققا الاندماج الوطنى واليد المصرية القوية.
القوات المسلحة المصرية من أعرق المؤسسات على مر التاريخ ولا يخفى على أحد دور الجيش المصرى منذ عهد الفراعنة.
حتى تأسيسه في الدولة الحديثة على يد محمد على باشا ليصبح من وقتها حتى الآن أقوى الجيوش في المنطقة ومشاركا أساسيا في تحديد مستقبل شعبه وشعوب المنطقة ليثبت أنه وبحق خير أجناد الأرض.
وأنشأ المصريون أول امبراطورية في العالم بفضل الجيش المصرى وهي الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقا إلى ليبيا غربا.
وكان المصريون هم دائما العنصر الأساسي في الجيش المصري، ومازالت بعض الخطط الحربية المصرية القديمة تدرس في أكاديميات العالم ومصر العسكرية.
ومهدت حرب الاستنزاف الطريق لجيش مصر لخوض أعظم معاركه فى التاريخ الحديث معركة العبور العظيم يوم السادس من أكتوبر عام 1973 ؛والتغلب على أكبر مانع مائى فى تاريخ الحروب وإهالة الساتر الترابى وتحطيم خط بارليف الحصين الذى وصف بأنه أقوى من خط «ماجينو».
ومع تزايد الأخطار حول مصر بدرجة غير مسبوقة وتعدد التهديدات المحيطة بها؛ومع ظهورأجيال الحرب الجديدة تحتم الحصول على مصادر قوة تواكب أحدث ما فى العصر ؛من تطور لنوعيات التسليح لمواجهة التحديات.
أن امتلاك الدولة السلاح القوى الرادع مع تنوع مصادره يجعل من الموقف المصرى فى غاية القوة ؛فلا يمكن ان ترضخ لاى ضغوط كانت فى حال عدم اعتمادها على مصدر واحد فى التسليح.
وان امتزاج المدارس المختلفة داخل منظومة واحدة؛ يجعلها فى قمة النجاح فكل تلك الانواع تعمل على تكملة الآخر دون التقاطع معها نهائيا، بل انها تحقق الكفاءة والقدرة القتالية العالية.
و فى ظل التطور السريع فى تكنولوجيا السلاح على مستوى العالم، تعد مصر من الدول القليلة على مستوى العالم التى تستوعب جميع أنواع السلاح وتتعامل معها بمنتهى الدقة بل إنها تستوعب التكنولوجيا بشكل سريع وقادرة على تطوير السلاح للتعامل مع المهام العسكرية المحددة.
وذلك عن طريق تطوير الفكر العسكرى للضباط والصف والجنود الذين يتعاملون مع تلك المنظومات المختلفة، وذلك من خلال الدورات التدريبية فى الداخل والخارج، لنقل واستيعاب التكنولوجيا العسكرية التى تتطور يوما بعد يوم.
إن القدرة العسكرية المصرية العالية جعلت اكبر دول العالم وأقواها عسكريا تطلب تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات المصرية، وظهر ذلك جليا خلال العام الحالى منها الروسية والفرنسية والصينية، بجانب التدريبات مع الدول العربية.
وهو ما يثبت قدرة وكفاءة القوات المصرية والسلاح المتطور الذى تمتلكه مصر، وقدرة الأفراد على استيعاب التكنولوجيا الحديثة فى مجالات التسليح باختلاف أنواعها، واستيعاب المدارس المختلفة فى التدريبات والتى تشيد بها القوات الأجنبية المختلفة.
بل إن هناك استفادة كبيرة من التدريبات مع القوات المسلحة المصرية، فى الأسلحة المختلفة ، والعمليات المشتركة.
والأهم من استيعاب التكنولوجيا الحديثة فى مجال التسليح، هو نقلها الى مصر والبدء فى التعامل الجديد معها، حتى تكون مصر فى مقدمة دول المتقدمة فى مجال السلاح والتكنولوجيا، وعدم الاعتماد بشكل اساسى على الخارج فى المجالين.
إن القدرة العسكرية المصرية تعد القوة الأولى فى الشرق الأوسط، وذلك بناء على الخطوات الثابتة التى وضعت استراتيجياتها القيادة السياسية والعسكرية الواعية والتى تعرف جيدا التهديدات والتحديات التى تتعرض لها مصر والمنطقة.
إنهم رجال قواتنا المسلحة الباسلة الذين عانقوا بهاماتهم الشامخة قمم المجد، زرعوا في تراب الوطن الغالي أزهار الحرية التي يفوح منها عبق الشهادة وعطر الانتصار.
وسطروا في كتب التاريخ صفحات مشرقة تقود الأجيال إلى درب البطولة والتضحية والفداء ليسيروا عليها بخطى واثقة نحو تحقيق النصر والتحرير.
التعليقات