شارك العميد فؤاد عزيز غالي في الاعداد والاستعداد لمعركة القنطرة شرق بعد تعيينه قائدا لاحدى فرق المشاة بالجيش الثاني الميداني وتم تكليفه مع الفرقة التي يقودها بتحرير مدينة القنطرة شرق والتي كانت تقع في نطاق الفرقة التي يقودها.
واهتم العميد فؤاد عزيز بتدريب قواته الفرقة المكلفة بتحرير القنطرة شرق على اقتحام قناة السويس والعبور الى الشرق واقتحام الساتر الترابي ومهاجمة النقط الحصينة طبقا لخطط العمليات المكلفة بها الفرقة في اطار عمليات الجيش الثاني الميداني.
وبالتعاون مع بقية وحدات الجيش للاستيلاء على الضفة الشرقية للقناة في التوقيتات المحددة باستخدام المعدات والأسلحة المتوفرة.
كان اهتمام القيادة السياسية يتزايد يوما بعد يوم بجبهة القتال المنتظرة خاصة في الأيام الأخيرة من شهر سبتمبر 1973 وهى الأيام الأخيرة من مناورة الخريف(تحرير 41)التي كانت تجريها القوات المسلحة المصرية وكان العميد فؤاد عزيز غالي في مقر قيادته بالفرقة المشاة التي يقودها والتي كانت مكلفة بتحرير منطقة القنطرة شرق ومدينة القنطرة شرق.
وفي اليوم قبل الأخير من شهر سبتمبر 1973 زار المشير أحمد اسماعيل على القائد العام للقوات المسلحة الجبهة والتقي بقادة الجيوش والفرق واللواءات ومن بينهم العميد فؤاد عزيز غالي قائد الفرقة المكلفة بتحرير مدينة القنطرة شرق وسأل المشير أحمد اسماعيل قائد الفرقة فؤاد عزيز غالي عن خطته لتحرير المنطقة وكيفية الاستيلاء على النقط الحصينة التي تواجههه.
وشرح العميد فؤاد عزيز غالي خطته الأخيرة بعد آخر المعلومات التي وصلته أمام المشير أحمد اسماعيل الذي ناقشه فيها وأقرها القائد العام للقوات المسلحة المشير أحمد اسماعيل وزير الحربية.
وانصرف مطمئنا ثم عاد العميد فؤاد عزيز غالي الى قيادته بالفرقة المشاة ليجتمع مع قادته ويناقش فى الأيام الأولى من شهر أكتوبر 1973 وكان العميد فؤاد عزيز غالي مع قواته في الأيام الأخيرة للمشروع
التدريبي الكبير يوم 5 أكتوبر 1973 وتلقي العميد فؤاد عزز غالي قرار الحرب ؛وساعة الصفر في يوم 6 أكتوبر 1973الساعة الثانية ظهرا.
وانشغل مع رجاله في اعداد اللمسات الأخيرة لمشاركة الفرقة في الحرب حتى منتصف الليل وتنتهي الاجتماعات
أهم قرار اتخذه المقاتل المصري هو قرار(النصر أو الشهادة)لأنه ليست هناك قرارات أخرى.
انتظر العميد فؤاد عزيز غالي مع رجاله قادة وجنود الفرقة المشاة لحظة الصفر ظهر يوم السادس من أكتوبر لتنفيذ تكليف الوطن لهم بتحرير القنطرة شرق
ومدينة القنطرة شرق بعد 6 سنوات و4 شهور من انتظار لحظة الصفر وساعة الحسم واستعد الجميع لعبور واقتحام القناة وبدأت التحركات الحذرة على الجبهة .
بدأ العميد فؤاد عزيز مع رجاله قادة وضباط وجنود الفرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق في اقتحام وعبور القناة ؛وجاءت البشرى سريعة ,في الساعة الخامسة و10 دقائق مساء يوم 6 أكتوبر بفتح وتمهيد أول ممر أو فتحة في الساتر الترابي شرق القناة في مواجهة الجيش الثاني الميداني في نطاق الفرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق.
ليبدأ بعدها اقامة الكوبري المواجه لها وتوالي بعدها فتح الثغرات وبدء تركيب كباري العبور ؛في نطاق الجيش الثاني الميداني وفي نطاق الجبهة كلها ورغم تدمير الكوبري الذي تم تركيبه أمام القنطرة شرق فقد قامت وحدات الفرقة بالعبور على المعديات
وكان لديها على الضفة الشرقية للقناة ليلة 7 أكتوبر وحتى صباح يوم 7 أكتوبر ثاني أيام المعركة لواء مدرعات لحق بوحدات المشاة التي عبرت على المعديات والقوارب المطاطية والمركبات البرمائية.
وفي الوقت الذي كان يتم فيه فتح الثغرات واقامة الكباري كانت قوات الفرقة المشاة التي !يقودها العميد فؤاد عزيز غالي تعبر القناة وتنفذ الخطة.
الموضوعة(الهجوم بأكبر سرعة ممكنة)على مدينة القنطرة شرق بالمواجهة وبكل القوة الضاربة المخصصة للمهمة دفعة واحدة للهجوم على القوات الاسرائيلية بالمدينة وما حولها وبمواجهة 18 كيلومترا ومهاجمة النقط الحصينة التي تحمي مدينة القنطرة شرق.
وكانت النتيجة سقوط أول نقطة حصينة النقطة رقم (1) في منطقة القنطرة شرق وفي نطاق الجيش الثاني الميداني ليرتفع عليها العلم المصري وبعدها استمر تنفيذ الخطة لتحرير القنطرة شرق للسيطرة على النقط الحصينة الثلاث الأخرى التي تحمي مدينة القنطرة شرق ثم سقطت النقطة الرابعة.
وحاصر المدينة من الخلف شرق المدينة لمواجهة أية قوات اسرائيلية قادمة من عمق سيناء ليوقف تقدمها ويمنعها من التقدم الى المدينة واجبارها على الانسحاب أو الفرار الى عمق سيناء في الشرق وبدأت بشائر النصر مع سقوط أول نقطة حصينة في الساعة الثالثة تماما في أقل من نصف ساعة منذ لحظة العبور واستمرت القوات المصرية في القتال.
حرص العميد فؤاد عزيز غالي على توزيع قواته حول المدينة في نطاقات متتالية تتعامل مع القوات الاسرائيلية داخل المدينة وخارجها وفي النقط الحصينة والقوات الاحتياطية الاسرائيلية التي كانت مخصصة لنجدة القوات الاسرائيلية بالقنطرة شرق .
وتم حصار المدينة بعد 35 دقيقة فقط أى قبل الساعة الرابعة ظهرا رغم الهجمات المضادة التي كانت تقوم بها القوات الاسرائيلية في محاولة لاستعادة المدينة من أيدى القوات المصرية واستمرت القوات المصرية في التمسك بالمدينة حتى آخر ضوء عند غروب شمس يوم 6 أكتوبر 1973 حيث أحكمت سيطرتها على المدينة من جميع الجهات.
وخاضت الفرقة المصرية المكلفة بتحرير مدينة القنطرة شرق معارك عنيفة مع القوات الاسرائيلية التي حاولت انقاذ المدينة من أيدى المصريين بعد سقوط الحصون الثلاثة وحصار الحصن الرابع
ثم استولت القوات المصرية على جزء من الحصن وتمسكت به حتى سقط الحصن مع أول ضوء صباح يوم 7 أكتوبر1973 وتقدمت القوات المصرية الى جنوب الحصن بمسافة 3 كيلومترات .
بعد أن خسرت القوات الاسرائيلية 37 دبابة ولم يتبق لها سوى 4 دبابات وحاولت القوات الاسرائيلية أن تستخدمها كرأس حربة لفتح ثغرة لاقتحام الحصن.
ولكن القوات المصرية دمرت الدبابات الأربع الاسرائيلية لتسقط مدينة القنطرة شرق وتفشل جميع المحاولات الاسرائيلية في استعادتها وتستمر القوات المصرية في تنفيذ بقية المهام ليتم تحرير القنطرة شرق تماما.
التعليقات