كلما اقترب موسم الاستحقاقات الانتخابية زاد الحضور والمشاركة في المناسبات، وأصبحت الطلة معتادة رغم أن الواجب والضرورة تقتضي استمرار التواصل والعلنية في المواقف والقرارات كافة، والتي تستدعي التدخل الفوري والمشاركة الفعالة؛ لتعريف الجمهور بوجهة النظر المختلفة عن المطروح.
عندما يطرح أحد سؤالا أين المعارضة وما هو دورها وماذا قدمت على مدار العهود السابقة؟
يطرح السؤال رغم وضوح الإجابة بالنسبة للسائل ولكنه يحتاج إلى إيضاح من صاحب اللقب "معارض"؛ ليتعرف أكثر على هويته وما يمتلكه من خبرة ومعرفة ومعلومات وحقائق ولكن يجد شيئا هشا لا يضيف جديدا، ولا يثقل الرأي المخالف، فإذا ما الفارق بين المعارض والمؤيد؟
إن أبسط الأشياء هو اعتراف الكل باختلاف الآراء ولكل أدواته وطرقه وأساليبه؛ لتحقيق استمالة الجمهور وصولا إلى الغرض والهدف من هذه الاستمالة.
عندما تأتي الانتخابات تزداد الانقسامات في الصفوف بين المؤيدين والمعارضين، ينجح المؤيدون في جمع الشتات ولملمة الأوراق ولم الشمل وتطيب الشروخ للظهور بجسم واحد؛ لتحقيق ما يرغب ويصل إلى نتيجته، في حين تفشل فصائل المعارضة في كل الفترات السابقة في لم شملها وتحقيق التوافق فيما بينها وطرح مرشح أو شخص يكون هو الممثل والمعبر عنها، ولعل أبرزها في السابق انتخابات ٢٠١٢ عندما تعالت أصوات كثيرة بضرورة توحيد الصفوف وأن يكون الدفع بمرشح واحد يعبر عن القوى المدنية والمعارضة في الانتخابات الرئاسية، ولكن تمسك كل طرف برأيه ووجهة نظره والآن يحدث كما حدث في الماضي، فماذا تريد إذا المعارضة؟
أن يثبت كل شخص قبل اسمه لقب معارض أم يحصل على لقب جديد يضاف إلى سيرته الذاتية!
هل هذا ينفع المعارضة التي ترغب في بناء قوامها وتسوق نفسها، أنها قادرة على الحكم وتولي المسؤولية وهل لديها حلول علمية ومنطقية، أم تكتفي المعارضة بالحديث والظهور على المنصات الإعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتبقى الدائرة مفرغة ويتحول الحديث إلى حديث ومن مناقشة إلى مناقشة؛ لنصل إلى مجرد مكلمة يفرغ فيها المعارض طاقاته من أجل تحقيق مكاسب ومنافع شخصية على حساب مؤيديه.
يا أهل المعارضة كونوا صفا واحدا إذا أردتم المساهمة في بناء الدولة وكونوا جزءا منها.. يعدل الخطأ بما أوتي بتجرد من أجل الوطن وللوطن لا للنفع والتربيط.
حمى الله مصر وشعبها المؤيد والمعارض، وحفظ أمنها واستقرارها وقوتها.
التعليقات