كل ما سبق ماهو إلا تساؤلات تطرأ من حين إلى آخر في الشارع المصري وفي الغالب لا يكون هناك أي إجابات شافية ووافية على تلك التساؤلات، وفي وسط الجدل الدائر أين تكمن الحقيقة ومن هو صاحب الرأي الصواب ومن صاحب الرأي الخطأ، وهل مس المعتقدات الدينية يعتبر من الحرية، أم أن هناك ضوابط للحرية وأطر تنظم تلك الأمور وتنظم حياة المجتمع ككل.
نبدأ من حيث النهاية أو البداية كيفما يحلو لك ولكن تلك التساؤلات المطروحة نتناولها ونطرحها للعامة من جديد لعل وعسى نصل إلى ما نريد ونفهم ماذا نريد وعن ماذا نعبر.
*أشرف زكي
فنان كبير وقدير ونقيب الممثلين ولكن ارتبط اسمه لفترات طويلة بأنه يعمل دائماً من أجل خدمته الشخصية وزوجته النجمة الجميلة روچينا، فمنذ أكثر من 20 عاماً، ذكر في أحد اللقاءات التلفزيونية أن الفنان أشرف زكي يمهد الطريق ويخدم على زوجته من أجل الحضور الدائم في الأعمال، وتجدد الربط بين ذلك في الوقت الحالي في أن النقيب مازال مستمر في دعم زوجته والتغافل عن أعمال مرفوضة من الشارع المصري فقط لوجود روجينا طرفاً فيها، وأن أغلب الأعمال تشير إلى فكر الفن الداعي لانتشار البلطجة وغيره من النماذج السيئة وهي إشارة ضمنية إلى الفنان المبدع "محمد رمضان" التي تظهر بها روجينا كبطلة رئيسية في العمل، هل هذا هو الدفع من أجل عدم الحديث عن الارتقاء بالفن والرضا بما يتم تقديمه وتشويه للتاريخ الفني والأعمال العظيمة، أم أن هناك تحامل على أشرف زكي، وأنه برئ من تلك الاتهامات القديمة والحديثة، حسب ما أعيد نشره من حوار قديم على إحدى القنوات الفضائية وعلاقته باتهامات ممدوح الليثي.
*الراحل ممدوح الليثي
منتج كبير والرئيس السابق لقطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري، وله باع كبير في إنتاج جزء ضخم وكبير من الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية، خلال حوار قديم منذ عام 2000 ولكن القناة أعادت نشره بتاريخ 18 يناير الجاري، قال إن الفنان الكبير أشرف زكي جاء إلى مكتبه في حضور الفنان أحمد بدير وآخرون واعتذر عن مشاركته في تلفيق القضايا ضده حسب ما ذكر في الحوار، وأن نقيب الممثلين الحالي كان جزء من المؤامرة ضده حسب وصفه، وفي ذات السياق أشير إلى أن أشرف زكي يعمل من أجل مصلحته وأهوائه الشخصية الضيقة من تحقيق مكاسب له ولزوجته كما ذكر في الفقرة السابقة، وأنه لا يعمل على بناء الشخصية الفنية أو يهتم بجودة الأعمال والمنتج الفني وما يقدم من محتوى على الشاشات سواء في السينما أو التلفزيون.
وهو ما ربطه كتير بالبيان الأخير الصادر من النقابة بعد الأزمة الأخيرة، ووصفه البعض بأنه لا يدعم الفن أو الفنانين أو حتى حرية الإبداع ولكن رأى كثيرون أن هدف البيان يصب أيضاً في مصلحة شخصية، هنا يحق للدكتور الجميل والمحترم أشرف زكي الرد على ما ورد من كلمات في حقه إن كان يرى ذلك، مع التأكيد على أن ما كتب ما هو إلا عرض وجهة نظر وطرح يدعم الفن والفنانين، من أجل الحصول على إجابات توضح الحقائق، وأيضا من أجل الحفاظ على قيم المجتمع وإبداعات الفن السابقة واسهامات ساعدت في تشكيل وعي ووجدان أجيال سابقة أثرت فيها عبر أزمنة طويلة.
*منى زكي
فنانة ونجمة كبيرة لها شعبية جماهيرية جارفة وتتمتع بسيرة فنية تحمل العديد من اللقطات المضيئة، وما حدث بسبب الضجة الأخيرة هو حباً لها ليس أكثر، وهنا نرفض رفضاً قاطعاً أي نوع من الإساءة أو التجريح في شخصها أو شخص آخر من أسرتها أو أي فنان أو إنسان بشكل عام، فكل الاحترام والتقدير لكل نجومنا المبدعين الباحثين عن عرض الظواهر المجتمعية بصورة تليق بمجتمعنا وتعرض السيئ على أنه سيئ والابتعاد عن كل ما يشوه الهوية الشرقية والعربية.
لذا وجب على النجمة الظهور والحديث إلى محبيها وكشف كل الكواليس الخاصة بالفيلم وعرض وجهة نظرها بشكل يليق بتاريخها وحجم جمهورها العريض، وهذا أقل شئ يطلبه محب من محبوبه بكل أدب واحترام وهي تعي جيدًا أن جمهورها يعشقها ويتمنى النجاح الدائم لها وأن غيرته على نجمته كان الدافع الرئيسي لنقد هذا العمل بهذه الشراسة.
*نقابة الممثلين
نقابة مهنية لها دور كبير في ارثاء الفكر والوعي التنويري من خلال الإبداع، وحماية أعضائها، ولكن من المفترض أن لديها ضوابط مثلاً مثل أي نقابة مهنية أخرى تضع قيود وشروط ولائحة تطبق على أعضائها في حال خالف العضو هذه القيود، فيجب علينا أن نعلم أي وقت تستطيع النقابة أن تصدر بيان ترفض فيه عمل يخالف القيم والمبادئ الأساسية للإنسانية وفي نفس الوقت تحمي الفن وتحمي أعضائها، وتحافظ على ثوابت المجتمع، نرجو الرد على هذا التساؤل تحديداً.
*المثليين "الشواذ"
هي ظاهرة غريبة على المجتمع العربي حتى وإن كانت منتشرة بنسبة كبير في المجتمع كما يرى البعض، وجب علينا مواجهتها لأنها ضد الطبيعة كلها لأن المثبت والواضح منذ بدء الخليقة أن أي علاقة جنسية تنشأ بين ذكر وأنثى، لماذا يتم الترويج لها بهذا الكم الهائل والضخم، على أنها حرية وعملية طبيعية وتتناولها الأعمال الفنية على أنها أمر أصبح عاديا ومباح وليس نبذ تلك الأفعال المشينة وإيقاف انتشارها من أجل الحفاظ على الطبيعة قبل أن يكون الحفاظ على الأسرة أو المجتمع ككل، الحرية يجب أن تكون متبادلة كما يطالبون ويدعون بها أصحابها لا أن يكون حكرًا على جزء معين والباقي يتم مصادرة رأيه وأفكاره "عودوا إلى صوابكم".
*أصحاب ولا أعز
فيلم مثل باقي الأفلام حاز على انتشار واسع بفعل فاعل حقق من خلالها انتشار ومكاسب كبيرة جداً، وكذلك كشف الحقيقة أن الشعب المصري برمته أو قطاع كبير منه كان بالمرصاد ورفض هذا العمل وما تناوله من خروج على الآداب العامة وأخلاق المجتمع الحميدة، الذي يراها البعض أنها اندثرت ولكن رغم قلتها علينا أن نعمل على إعادتها مرة أخرى ونعمل على زيادة الوعي ورفع حالة الحزم والتقارب بين الأسرة المصرية فيما يتلقاه الطفل في صغره من أجل الحفاظ على الهوية المصرية التاريخية والثقافية والدينية.
*المجتمع
هو كل أسرة وكل فرد تربطه أواصل العادات والتقاليد ودائما ما يحرص على غرس القيمة الطيبة والفضيلة، من خلال التربية وبث الوعي لدى أفراد الأسرة وتعريفهم بما هو متاح ويجوز فعله وما هو مرفوض ويجب تجنبه، وكل ذلك مع تعليمه بأحقية الآخر بما يراه حتى إن خالفه الرأي "دعم حرية الرأي والرأي الآخر" وهذا هو القوام الرئيسي والأساسي للحفاظ على المجتمع وهويته.
*الأزهر
هو المنارة الكبرى والملاذ الآمن للكثير حول العالم، لما يتمتع به من وسطية وحكمة، ويقف الأزهر منذ وقت طويل وحيدًا من أجل الدفاع عن الثوابت والمعتقدات والارث الثقافي والاجتماعي وعلى الفطرة البشرية السليمة، وأنه يبني لا يهدم، يسمع ويتسع صدره بالإستماع للآراء المخالفة قبل المؤيدة، فهذا وقت دعم الأزهر وشيخه وعلمائه، من أجل البقاء على قيم وأخلاق المجتمعات السليمة التي تمنع نشر الموبيقات والبذاءات كما ذكر البيان الأخير "الأزهر ميزان" يسير على نهج وخطى التوجه العام للدولة في بناء وعي وحضارة تتماشى مع الواقع الحالي وتتفق مع رؤى الجمهورية الجديدة بالنهوض بالفكر والإبداع والثقافة والفنون.
*الثوابت والفكر الدخيل
هناك ثوابت راسخة لدى كثير من الناس قد يكون منها خطأ ولكن الأصل دائماً يعود إلى الإرث والثوابت عبر التاريخ، وهذا ما يتجلى في حضارة مصر منذ 7000 عام وهو ما لم يتحقق رغم الاختلاف والظروف أن يملي أي حد أفكاره الشاذة أو المختلفة عن الثوابت لدى جماهير الشعب المصري لأنه يعتد بثوابته وعاداته وتقاليده وحبه للحياة والبناء وتعمير الدنيا.
*نور الشريف
الفنان المثقف الواعي السابق للعصور رحمة الله عليه الذي كشف خلال لقاء قديم له خطط هدم الفن البناء والهادف وصناعة النجم الصاروخ سريع النجومية وسريع الاختفاء رغبة في عدم وجود شخصية لها تأثير على المجتمع أو الأجيال وقال جملته الشهيرة " الفن يعمل حالياً على تسطيح العقول وإفراغها" من خلال الفن الساعي للربح لا الساعي للتنوير أو البناء، أو صناعة الشخصية والتأثير عليها.
*محمد رمضان
قد يكون الفنان والممثل الموهوب، ولكن من الممكن أن ينطبق عليه رؤية الراحل نور الشريف بشكل كبير، وهو خلق حالة اللاوعي واللافهم لدى المشاهد وهدم دور الفن الرئيسي، كل هذه التساؤلات تحتاج لإجابات وردود، ويحق لكل من ذكر اسمه داخل هذا المحتوى بالرد أو إيضاح ما قيل عنه في تلك الكلمات.
ولنا في الحديث بقية ولكن قبل التكملة وجب الذكر أن العصر الحالي يختلف كلياً وجزئياً عن العصر السابق في تناول القضايا وطرق المعالجة وكشف ومواجهة الفساد، فالكل يرى أن في الجمهورية الجديدة لا مكان لإفساد الحياة أو الذوق العام وأن ما هو قادم ما هو إلا بناء للإنسان وللإنسان.
التعليقات