كتبه أبو العتاهية على جدران سجنه عندما سجنه هارون الرشيد ظلما إبان العصر العباسي، وهو تعبير "وعند الله تجتمع الخصوم"، وتم توارد هذا التعبير من لسان إلى كتاب ليصل إلى يومنا هذا.
رحل رجل الأعمال المصري محمد الفايد منذ أيام قليلة يوم الأربعاء الموافق 30 أغسطس، أي قبل ذكرى رحيل نجله الأكبر دودي الفايد والليدي ديانا بيوم واحد، وقبل الذكرى السنوية الأولى لرحيل الملكة إليزابيث الثانية بأيام قليلة، لتحيا ذكراهم معا إلى الأبد.
رحل محمد الفايد عن عمر ناهز 94 عاما، بعد حياة مليئة بالتطور والنجاح، بدأ حياته في محافظة الإسكندرية حيث مسقط رأسه وموضع الانطلاق، بدأ في جمع ثروته بعمله مع شقيق زوجته الأولى رجل الأعمال السعودي عدنان خاشقجي، ثم عمله مع الشيخ راشد حيث كان له دور كبير فيما وصلت إليه مدينة دبي من تطور وازدهار، فهو من ساعد في استخراج البترول من أرض دولة الإمارات بطلب من الشيخ راشد، كما عمل على تأسيس ميناء ومرسى سفن كبير في مدينة دبي، ثم كثرت أعماله حول العالم بشرائه لمحلات هارودز الشهيرة، وفنادق ضخمة مثل فندق دور شستر في لندن، كما قام بشراء قصور ملكية مثل قصر دوق وندسور في باريس.
ومع هذه الحياة المليئة بالكفاح والنجاح لم تصفُ سعادته دائما، لم يستطع محمد الفايد الحصول على الجنسية البريطانية طوال حياته وجاء الرفض مشككا في نزاهة محمد الفايد ومصدر ثروته، ولكنها لم تكن المشكلة الأكبر في حياته مقارنة بفقدانه لنجله الأكبر عماد الفايد الشهير بدودي الفايد في حادث أليم مع الليدي ديانا الزوجة السابقة لأمير ويلز وولي عهد بريطانيا سابقا وملكها حاليا الملك تشارلز، الحادث الذي أكدت المصادر الأمنية حدوثه بسبب سائق السيارة الذي كان مخمورا، وبسبب سيارات الصحفيين والمصورين الذين تتبعوا أخبار ديانا ودودي الفايد، الأمر الذي رفضه محمد الفايد واتهم دوق إدنبرة الأمير فيليب وأمير ويلز حينها الأمير تشارلز، وشقيقة ديانا وتُدعى السيدة سارة، كما ادعى أن السبب يعود لرفض العائلة الملكية والعائلة الشريفة التي تنحدر منها الليدي ديانا ارتباط ديانا بشاب عربي مسلم فقرروا التخلص منهما، كما ذكر محمد الفايد ضمن أحداث التحقيق معلومات أكد عدم معرفة غيره بها وهي خطبة نجله والليدي ديانا مع رغبتهما في الزواج، ولكنها محاولات اتهام باءت جميعها بالفشل وأصرت المحكمة على اقتناعها بالأسباب الأولى للحادث.
استمر محمد الفايد في إحياء ذكرى نجله وديانا لسنوات، فأقام نصبا تذكاريا في هارودز يحمل صورهما وخاتما اشتراه دودي الفايد لحبيبته وكأس نبيذ يحمل أحمر شفاه الليدي ديانا من العشاء الأخير لهما، ثم أخرج بعدها بسنوات نصبا تذكاريا جديدا في هارودز وهو عبارة عن تمثال ضخم من البرونز يمثل رقصة بين المغدور بهما وأطلق عليه اسم "الضحايا الأبرياء"، كما أوصى محمد الفايد بتحنيط جثته واستخدامها كعقرب من عقارب الساعة التي تعلو قمة متجر هارودز الرئيسي، ليكن هذا النصب التذكاري الخاص به ولكن هذا قبل بيعه لسلسلة متاجر هارودز للقابضة القطرية.
تمنيت اليوم ولأول مرة لو كنت فنانة تشكيلية حتى أرسم مشهد تلاقي أطراف واحد من أشهر النزاعات في القرن العشرين بعد رحيل أغلب أطرافه، ولكن إذا كان للفنان التشكيلي القدرة على إيصال رؤيته للمشهد لجمهوره، فإن للجمهور خيالا فأطلقوا عنانه وتخيلوا.
التعليقات