بدأت الأزمة السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية كصراع بين أطراف محلية، بل بين مؤسستين في جسم عسكري واحد، لكن اتجاهها نحو التعقيد سيدفعها باتجاه أن تكون من أكثر الأزمات الإقليمية تشابكا، وازدياد حدة الأزمة الإنسانية.
تتفاقم حدة الأوضاع في السودان والدول المجاورة لها في ظل استمرار الاقتتال العنيف في السودان، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتعد دول شمال القارة الأفريقية والتي تتمثل في سبع دول من أبرز الدول التي تأثرت بالأزمة في السودان لما تحتوي من اختلافات سياسية وجغرافية ؛بداية من خلاف مصر وإثيوبيا حول سد النهضة وتوافر إمدادات المياه لمصر والسودان وارتفاع درجات الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري مما يؤدي إلي تصحر البلاد التي كانت تعتمد على الزراعة بشكل أساسي.
الأزمة في السودان قد تسببت في أزمة إنسانية في منطقة شرق أفريقيا بأكملها، بعد ارتفاع أسعار الغذاء بصورة كبيرة.
كما أن تشاد وجنوب السودان هما الدولتان الأكثر استقبالا للاجئين القادمين من السودان.
وتم تسجيل الآلاف من اللاجئين منذ بدء القتال؛ ومنذ اندلاع الأحداث في السودان ويعاني ما يقرب من ثلثي تعداد سكان السودان الجوع بسبب نقص في كل شيء.
وارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 28% خلال فترة قصيرة في دولتي تشاد وجنوب السودان، وهو ما يؤثر على الوضع في القرن الإفريقي وبدأت الحكومات من أنحاء العالم في تنظيم مهام إجلاء لمواطنيها من السودان، حيث شهد العديد منهم معاناة في السودان كانت قد تؤدي إلى مقتل العديد منهم.
إن إمدادات الأزمة السودانية الحالية لم تقتصر فقط على دول الشمال الإفريقي بل ستمدد على الدول السبع من الجانب السوداني.
وإحداث نوع من التوتر لخريطة الدول المجاورة ربما تفتح المجال إلى تدخلات خارجية مثلما حدث في دارفور والإمدادات لن تؤثر على الشمال الأفريقي فقط؛
ولكن أيضا الجنوب الأفريقي وإمداداته؛ بالإضافة إلى مناطق الحدود الجزائرية الليبية التونسية.
والتخوف الأوروبي من انتقال هذه المناطق من شمال إفريقيا ومناطق التماس الإفريقي إلى أوروبا، وفي كل الأحوال الإمدادات متسعة.
والتأثيرات سلبية وتحتاج إلى معالجات وأعمال إنسانية فقط وتحتاج إلى رؤية أكثر وضوحا واستقرار غائب في المنطقة.
إن السودان دولة لها حدود مشتركة مع سبع دول؛ بالإضافة إلى الحدود السودانية ؛على منطقة البحر الأحمر وهذه منطقة هامة.
والأزمة السودانية لها تأثير كبير جدا في محيط السودان على دول الجوار المباشرة وعلى إقليم البحر الأحمر بالكامل؛ وأمن البحر الأحمر وعلى بوابة الشرق الأوسط ؛والمنطقة العربية وصولا إلى الحدود على أوروبا.
ودول شمال إفريقيا سيكون لها تأثير سلبي كبير لما يحدث في السودان؛ ومن ضمن ذلك مصر وليبيا اللذان يشتركان في حدود مباشرة مع السودان.
بالإضافة إلى تشاد على منطقة الساحل الصحراء؛ وصولا إلى دول الشمال الأخرى تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
ووجود أزمة أو اقتتال عنيف في دول بحجم السودان سيكون له تأثير كبير على الدول المجاورة وخاصة في ملف النازحين السودانيين بطريقة شرعية.
بالمساندة المصرية الصادقة والحثيثة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف الحرج الذي يمر به ومن بين ذلك استقبال أبناء السودان في وطنهم الثاني مصر.
ومصر كانت وستظل دائمًا سندا وعونا للسودان خصوصا خلال الظروف الدقيقة التي يمر بها، مع الأخذ في الاعتبار الروابط التاريخية بين الشعبين والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين.
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن وقف الاقتتال وإطلاق النار بشكل دائم وشامل وبدء عملية الحوار السلمي بما يفضي إلى تحقيق إرادة الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والتنمية هي الأولويات التي ينبغي تكثيف الجهود من أجل تنفيذها.
وأكد بذل مصر أقصى جهودها لتحقيق التهدئة وحقن الدماء ودفع مسار الحل السلمي ودعم مصر الكامل للسودان وتماسك دولته ووحدة وسلامة أراضيه.
التعليقات