كان من المنتظر أن تأخون الجماعة البلاد بعد سنوات من بداية حكمها وبعد تقديم مشروعات عملاقة وامتصاص حماس الرأي العام وتوفير كافة المتطلبات الأساسية للمواطن وإشعاره بالراحة والهدوء والاستقرار. لكن ما حدث أن الإخوان نفذوا مخططهم خلال ست شهور فقط وهذا من شأنه أن خلق صدمة كبيرة للرأى العام.
في حالة مفاجئة يتم عقد مؤتمر عام لنصرة الشعب السورى وفيه يعلن الرئيس قطع العلاقات مع سوريا.
يدرك الشعب تمام الادراك أن ذلك تم بعد أن بدأت قوات بشار الأسد في الانتصار على المعارضة التى ينتشر عنها أنها ما هى إلا إخوان مسلمين، وهذه الحالة العنترية من الرئيس أتت بعد اعلان أوباما أنه سوف يقوم بتسليح المعارضة في سوريا.
يسرع الرئيس باعلان قطع العلاقات مع سوريا ودعم المعارضة وما هى إلا أيام ويعود أوباما عن قرار تسليح المعارضة.
هذا الموقف الرئاسى مع حالة الغليان الداخلية يخلق نوعا إضافيا من الاحتقان ولسان حال الشعب يقول نحن من يحتاج إلى المساندة وليس الآخرون.
حالات الاحتقان المستمرة على كافة الأصعدة أفرزت حركات كثيرة كان على رأسها حركة تمرد التى استطاعت بهدوء وابتسام أن تجمع حتى نهاية شهر يونيو2013 حوالى 20 مليون توقيع بسحب الثقة من الرئيس مرسى.
وكعادة الجماعة الحاكمة أن تقوم برد الفعل وليس الفعل ذاته ، فظهرت حركة تجرد ردا على حركة تمرد.
ويشاهد المواطن العادى حركة تمرد في الشارع وبين الناس بينما لم يشاهد حركة تجرد ولا يعلم عنها إلا من وسائل الاعلام وإذا بالمسئول عن تجرد يقرر أنه في طريقه لتجميع 30 مليون توقيع..!!!
حالة السخونة التى تمر بها البلاد كان من نتيجتها أن تم الاعلان أن يكون يوم تولية الرئيس مرسى 30 يونيو2012 وبعد مرور عام هويوم اسقاطة فظهرت الدعوات للخروج في هذا اليوم.
وأيضا كرد فعل ظهرت الدعوات من جماعة الإخوان للخروج لمليونيات لنبذ العنف والاعتصام في مقابل ما هومنتظر من تمرد والمعارضه.
هنا أصبح هناك طرفان في الشارع للصراع ومن البديهى جدا أن يحدث الصدام ويجب أن يظهر الرئيس ليحتوى الموقف ويلم الشمل.
يتم الإعلان عن خطاب للأمة يوم الأربعاء 27 يونيو2013 م في هذا الخطاب لم يقدم الرئيس أى حلول وإنما توجه للأمة بنقاط الضعف في البلاد وأن هناك من يتربص بها.
هنا يندهش المواطن.. إذا كانت الرئاسة تعلم أن هناك من يتربص بالبلاد ويكمن لها البغض والعداء (يذكر الرئيس الأسماء في خطابة) فما هوالمنتظر من الشعب؟!!
هل يخرج للقضاء على هذه الأسماء التى ذكرها الرئيس؟
البديهى جدا أنه إذا علمت الرئاسة أسباب الضعف وبؤر الفساد فلماذا لا يتم القضاء عليها ؟! وماذا يفعل الشعب؟؟
الشعب ينظر القضاء على الفساد ومن ثم الاستقرار.. الفساد معروف للجميع والقضية فيمن يستطيع القضاء عليه.
إنجاز الرئيس في خطابة المنتظر في تلك الظروف المشتعلة اعتبرته الإخوان هو فضح بؤر الفساد ولكنه في الحقيقة كان في القضاء على الفساد..
والحقيقة المرة أن فضح بؤر الفساد وأنها معروفة لدى الرئاسة بينما هى لم يحرك ساكنا، أضعف الرئاسة والجماعة ولم تكن ورقة رابحة في صالحهم.. فقد شاهدها البعض واستشعرها الكثير: مؤسسة الرئاسة تترك الشعب في الفوضى التى تعلم مصدرها بينما هى في طريقها للحصول على الغنائم.
(يتبع)
التعليقات