كم مرة أحسست بشيء غريب يعتريك ويسيطر عليك،،،، لتدرك معه أنك لست أنت.
كم مرة تسالت ما هي تلك المشاعر التي هبت عليك فجاءة دون طرق أي أبواب...
كم مرة ضبطت نفسك تتألم دون سبب للألم!...
غضبان دون دافع للغضب!...
كاره دون مبرر للكره!...
أو قد تكون تحب دون أي باعث للحب!...
أمر عجيب أليس كذلك؟! تقف أمامه حائرا عاجز عن الفهم.
دعني أخبرك الحقيقة التي لم تدركها!!
كل تلك المشاعر السابقة هي ليست مشاعرك،، بل هي مشاعر آخرين تم غرزها داخلك، حيث قاموا بإلقائها من دواخلهم عليك بقصد أو دون قصد منهم!!!!
بمعنى أن الأصل لا يخصك بل يخص أصحابه!!
هل هذا يعقل؟!
نعم يعقل جدا!!!
أحيانا تجد أشخاص لديهم من المشاعر ما لا يستطيع تقبلها... أو لا يملك تحملها... أو قد ينكرها... نتواصل معهم لدقائق... نجالسهم قليلا وجه لوجهه، أو حتى صوتيا، وقد يكون حتى دون كلام. أو بمجرد التواجد في حيز متقارب... لنجد أن كل المشاعر قد انتقلت إلينا ذاتيا.
أو بطريقه الإسقاط النفسي المباشر بكلمات مثل:
هل أنت غاضب؟
هل أنت ملآن؟
لتجد نفسك غضبت ومللت وكرهت وأحببت في ثوان، دون أي أسباب حقيقية لأي من تلك المشاعر.
وبالمثل قد يكون هناك من يحمل كذب أو خيانة أو خداع، ويلقي ما بداخله عليك لتشعر دائما أنك مشكوك فيك وموضع اتهام، لينتهي بك الأمر هناك حقيقة، وتنفذ كل ما ألقى فيك وتؤديه بحذافيره...
هل تعلم كم مرة وقعت في هذا الفخ؟؟ لتعيش مشاعر تم غرزها فيك وهي لا تخصك؟!
أنه التقمص الإسقاطي يا أصدقاء، بمعنى أن هناك من يسقط بداخلك شيء يخصه هو... وأنت تستقبلها وتتقمصها وتتحول لجزء منك... الأسوء في هذا الأمر أنه من الممكن أن يحولك لشخص آخر مختلف عنك... والأخطر أنك دائما مسؤول وليس لك أي عذر ولا حجه، لأنك من سمحت أن تكون جزء من سيناريو يخص آخر. تتذكرون فيلم عفريت مرآتي وكيف كانت شادية تتقمص دور بطلة الأفلام التي تشاهدها لتتحول لشخص آخر لا يمت لها بصلة بغض النظر عن الفانتازيا غير الواقعية والمبالغة التمثيلية...
وبالطبع فإن من يقوم بهذه اللعبة يكون له أهداف سواء كانت واعية أو غير واعية،، فقد يكون هو أيضا غير مدرك لما يسقطه عليك أو للضرر الذي قد يصيبك نتيجة هذا الإسقاط... وفي الاغلب هو مريض هدفه أن يثبت لنفسه أن كل الناس لا تحبه أو أنه مرفوض أو مظلوم وضحيه... هو مريض فعليا جاء ليمرضك معه..
والحل اذن؟؟
يوجد بكل منا فلتر عبقري يميز جيدًا ما يحدث داخلك وما يرفضه أو يتقبله عقلك. راقب مشاعرك , وعندما تجد مشاعر غريبة عليك وعلى فطرتك... استرجع ما حصل خلال يومك... تعاملت مع من؟! تكلمت مع من؟! ماذا شاهدت عشت معه تلك المشاعر الغريبة عنك؟ فورًا نقي نفسك من شوائب الآخرين التي تخلصوا منها بداخلك وأعطى لكل شخص مشاعره وأشيائه... تكفيك بالفعل مشاعرك وأشيائك...
حفظكم الله بحفظه..
التعليقات