افتتاح مركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، يعد إنجازاً مهما في طريق مسيرة التنمية والتعمير التي تتبناها القيادة السياسية على مدار الـ8 سنوات الماضية لتغيير وجه مصر المحروسة.
والمركز يعزز من مكانة مصر على مصاف السياحة الدينية والثقافية وأنه تم بناؤه على مساحة 19100 متر مربع ويعد ثاني أكبر مسجد في العالم الملحق به المركز الثقافي الإسلامى، ودار القرآن الكريم، ويستهدف إنشاء مركز لتدريب المؤذنين على مقامات الأذان الشريف.
المركز الثقافي يتكون من مركز إعلام ومكتبة عامة، وأماكن لتحفيظ القرآن، علاوة على الخدمات، التي تخدم المسطح العلوي أو الساحة العلوية للمسجد، وهي عبارة عن 81 «دورة مياه»، ويوجد 10 أبواب، وهي 4 من الجانب الشرقي و4 من الجانب الغربي واثنين من الجانب الشمالي وتخدم المصلين والمركز الإسلامي.
يحتوي المركز الثقافي على 160 محلا تجاريا تخدم المصلين. كما توجد ساحة علوية تتسع لـ 55 ألف مصل، في حين يسع المسجد نفسه لنحو 12 ألف مصل، والساحة الشمالية والسفلية تسع إلى 61 ألف مصل، بالإضافة إلى ألفي مصل داخل المسجد الثقافي الإسلامي، بإجمالي 130 ألف مصل للمسجد بالكامل.
يوجد «دار القرآن»، وهي عبارة عن 6800 متر مسطح، مقسمة إلى 30 ديوانا، كل ديوان خاص بجزء من القرآن الكريم، خلاف المناطق الداخلية للأبحاث والندوات التي تتم داخله.
ويوجد مصحف سيدنا عثمان- رضي الله عنه- وهو عبارة عن 1087 صفحة، وهو أكبر مصحف لسيدنا عثمان، كما يوجد مصحف آخر مكون من حوالي 400 صفحة فقط.
المسجد حصل على ثلاث شهادات عالمية في المقاسات المختلفة من «موسوعة جينيس»، أول شهادة حصل عليها المسجد من المنبر الداخلي لارتفاعه 16 مترا و45 سم.
ويعد أكبر منبر في العالم يتم تنفيذه في العالم الإسلامي من أجود أنواع الأخشاب ويدوي و«بالتعشيق».
بالإضافة إلى «النجفة» الموجودة في المسجد حاصلة على شهادتين من «موسوعة جينيس»، الأولى منها قطر النجف 22 مترا، وعبارة عن أربعة «أدوار»، وهي أكبر نجفة في العالم، والتانية من حيث الوزن، الذي يصل إلى 50 طنا.
وحصلت بموجبه على شهادة أثقل وزن «نجفة» في العالم، والمجمع بالكامل دليل قوي على تسامح الإسلام والتكامل بين الأديان السماوية.
يعد المركز من أهم المشروعات التي تم إنشاؤها في العاصمة الإدارية الجديدة، بأحدث الإمكانيات العالمية ليكون مركزا بمستوى عالمي يهدف إلى النمو الفكري والثقافي والديني والاجتماعي.
باعتباره من أهم المراكز الثقافية على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وذلك بما يعكس التاريخ المصري الإسلامي العريق وكذلك الحضارة المصرية الثرية الممتدة على مدار العصور، وافتتاحه مع الساعات الأولى لشهر رمضان يحمل رسائل إيجابية حول تعانق العلم والعبادة في الإسلام.
ليس بجديد على القيادة السياسية، فمع إشراق شمس كل يوم نجد مشروعا جديدا يظهر للنور، يؤكد قدرة الدولة على المنافسة والوصول للعالمية.
مشروع مركز مصر الثقافي الإسلامي المقام في العاصمة الإدارية الجديدة، يعتبر نموذج رائعا وفريدا يعكس مدى قوة مصر الثقافية والحضارية والإنشائية وتم إعداده ليصبح مزار سياحي عالمي في المستقبل القريب.
وافتتاحه في هذا شهر رمضان الكريم سيسهم في تحصين الأجيال القادمة بغرس المفاهيم الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة ويكون رافعة للتقدم والأمن الأخلاقي في المجتمع المصري.
أن إمداد مشروع مركز مصر الثقافي الإسلامي بأحدث الإمكانيات العالمية يهدف إلى النمو الفكري والثقافي والديني والاجتماعي لدى الشعب المصري والشعوب الإسلامية.
مركز مصر الثقافي الإسلامي سيكون به العديد من القاعات لعرض التراث وعمل ورش ولقاءات مستمرة مع علماء ومشايخ لإثراء الحياة الثقافية.
وإحياء التراث الثقافي غير المادي، والاهتمام بالصناعات الثقافية التراثية، نتيجة إرادة واعية من القيادة السياسية، التي وضعت نصب عينها قيمة الاستثمار في الإنسان المصري وإعادة بنائه بطريقة سليمة وصحيحة، عن الرؤية المستقبلية والإيمان بالدور الحيوي للصناعات الثقافية في دفع عجلة الاقتصاد القومي، وبناء الشخصية الوطنية، وصقلها بقيم الثقافة المصرية الأصيلة.
الثقافات الوطنية ركيزة أساسية في اقتصاد المعرفة، ومصر سلكت نهجا طويلا من أجل أن يكون لدينا اقتصاديا معرفيا قادرا على إحداث اتصال قوي بين أم الدنيا والشعوب العربية وشعوب العالم.
وجهود مصر في ظل الجمهورية الجديدة التي تتمثل في محاور عدة، منها إعداد بنية تحتية تلائم اقتصاديات الإبداع والمعرفة، وبناء القدرات البشرية المتخصصة والمبدعة خاصة للشباب، وبناء جامعات جديدة تضم تخصصات تدعم الاستثمار في المعرفة والإبداع.
مصر عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي،
لا تزال وستبقى تحمل شعلة الحضارة، وأمجادا حية، حاضنة تنوع ثقافي لا مثيل له.
قدمت من خلاله للعالم نموذجا حضاريا فريدا من نوعه في التعايش الإنساني فاستحقت أن تكون منارة الثقافة والتنوير عبر العصور، والآن تجسد أهم معالم الهوية المصرية بمشتملاتها الثقافية والتراثية المتعددة وتعكس التراكم الحضاري والعطاء الثقافي الذي يقف حاضرها شاهدا على أصالتها.
وحاملا لقيم الجمهورية الجديدة التي تتبناها القيادة السياسية لتتجمل العاصمة الإدارية براية عاصمة الثقافة والعلم والتاريخ للعالم العربي والإسلامى.
إن أهم رسالة فى هذا الافتتاح هو أن شهر رمضان مرتبط بثقافة العمل، والاهتمام بالعبادات، وفي الوقت نفسه بأن يكون الإنسان نشيطا وحيويا.
التعليقات