الصداقة أرقى العلاقات الإنسانية الإيجابية، والتي تجمع بين أكثر من شخص وتربطهم برابط واحد، حيث يكون الأساس في هذا النوع من العلاقات تبادل الحب والعطاء؛ والصداقة هي ملح الحياة. وتضاعف الصداقة من سعادتك، وتنقص من حزنك؛ وأصعب أمر في النجاح هو العثور على صديق يفرح من أجلك.
الصداقة أسمى حب في الوجود، وكنز لا يفنى أبدا، فهي رمز الخلود والحب الطاهر بدون نفاق أو حسد أو غيرة؛ فالصداقة من أروع الأمور التي يمكن أن يحظى بها المرء في حياته، لأن وجود الصديق يشعر المرء بأن هناك من يستمع إليه، في جميع الأوقات.
الصداقة شجرة جذورها الوفاء، وأغصانها الوداد، وثمارها الاتصال؛ وود ووحنان وحلم وكيان يسكن الوجدان.
وقديما قالوا اختار الصديق قبل الطريق، وهذا يدل على مدى ضرورة الصديق، حيث يهون الصديق الكثير من الأمور الصعبة على صاحبه، ويعينه على مصاعب الحياة ويخفف عنه ما قد يصيبه من حزن، فالصديق الحق يعرف وقت الشدائد والصعاب، ويظهر معدنه الحقيقي في الأزمات التي يمر بها صاحبه
الصداقة شخص يعينك؛ يبكي لبكاءك يمسح دموعك؛ ويساندك ويعاونك؛ ويحبك أكثر من نفسه ؛هذا هو الصديق الحقيقي زهرة بيضاء تنبت في القلب؛ وتتفتح في القلب؛ ولكنها لا تذبل؛ وأرض زرعت بالمحبة وسقيت بماء المودة.
الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين واليد ؛ إذا تألمت اليد دمعت العين ؛وإذا دمعت العين مسحتها اليد؛ هو الذي يكون معك في السراء والضراء، وفي الفرح والحزن، وفي السعة والضيق، وفي الغنى والفقر.. هو الذي ينصحك إذا رأى عيبك، ويشجعك إذا رأى منك الخير، ويعينك على العمل الصالح.
الصديق الحقيقي هو الصديق الذي تكون معه كما تكون وحدك، أي هو الإنسان الذي تعتبره بمثابة النفس وحديث الروح؛ ويفرح إذا احتجت إليه ويسرع لخدمتك دون مقابل؛ والصداقة كصحة الإنسان؛ لا تشعر بقيمتها النادرة إلا عندما تفقدها.
ليس كل شخص يصادقك يسمى صديقا حقيقيا، فالصديق الحقيقي له مواصفات وسمات تميزه عن غيره، وتتضح أصالته من خلال مواقف محددة.
وأكثر ما يميز هذا الصديق كونه صادقا أمينا، لا يخادع وليست له أي مصالح شخصية تجاهك، بل يحبك في الله ويتمنى لك الخير كما يتمناه لنفسه بل وأكثر.
الحصول على صديق جيد في ذلك الوقت أمر صعب، وإذا ما وجدت الصديق الحقيقي فعليك بالتمسك به، لأن هذا الصديق الحق في هذا الوقت نادر الوجود، ولا أحد منا يستطيع العيش دون وجود رفيق له، حيث تجده يقف بجانبك في كل وقت، فهو كاتم وحافظ للأسرار وخير من يؤتمن عليه، لذلك كان وجود الصديق الحقيقي في الحياة لا غنى عنه.
لا شيء يعوض وجود صديق حقيقي تلجأ إليه وقت حزنك، وتذهب إليه مسرعا وقت فرحك كي يكون أول من يعلم، فتجد في عينه سعادة تفوق سعادتك.
وتجده يدعو لك بالخير دائما دون أن ينتظر منك أي مقابل، فهو يحبك كما أنت وبما أنت عليه ودون شروط، فيا لحظ من كان لديه هذا الصديق الحقيقي،
من رزق بالصديق الحقيقي فقد أنعم الله عليه بنعمة كبيرة، وعليه أن يشكر الخالق عز وجل على تلك النعمة، ويتمسك بهذا الشخص ولا يتركه أبدا لأن الشخص الذي يتسم بتلك الصفات أصبح من النادر العثور عليه، رزقنا الله وإياكم هذا الصديق ولا حرمنا الله منه أبدا.
هناك أصدقاء يحتاجهم عقلك، وهناك أصدقاء يحتاجهم قلبك، وهناك أصدقاء تحتاجهم أنت لأنك ببساطة دونهم تصبح بلا عنوان.
معظم الناس يدخلون ويخرجون من حياتك، لكن أصدقاءك الحقيقيين هم مَن لهم موضع قدم في قلبك ؛فالصداقة كصحة الإنسان لا تشعر بقيمتها النادرة إلّا عندما تفقدها.
والصداقة تزداد قيمتها كلما مضى عليها الزمن؛ الصداقه شئ رائع تتغنى به النفس وهو وسيلة ناجحة بين كل الناس في بعض الأحيان قد يكون هاجس يحرك الإحساس والمشاعر الفياضة.
لا ترغم أحدا على المجيء إليك !! لا تخبر أحدا أنك كنت تبكي؛ الصديق سيأتيك من دون أن تشعره أنك محتاج إليه.
ولكن تبقى في النهاية الصداقة علامة فارقة لا يستطيع أحد أن يفسرها إلّاّ من اتبعها بالشكل الصحيح وتنفس من عبيرها وضحى لأجلها وفعل المستحيل لكي لا تضيع.
شكرا للأصدقاء الذين يلمسون نبرة التوجع من أصواتنا وصمتنا، فلا يناقشوننا وانما يفتشون عَن أمور تسعدنا وتبعث البهجة فِي نفوسنا.
التعليقات