العلاقات بين مصر وموريتانيا لها أهمية بالغة وبخاصة في الجانبين الأمني والسياسي، بالإضافة إلى محاولات تنشيط العلاقات التجارية والسياسية بين البلدين.
شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لدى استقباله وزير الدفاع الوطني الموريتاني الفريق حنن ولد سيدي في القاهرة، على تعزيز التعاون العسكري والأمني مع الأشقاء في موريتانيا، خصوصاً في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات، في ضوء دور مصر الرائد في هذا الإطار.
سلم الوزير الموريتاني، رسالة خطية إلى الرئيس السيسي من الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، مؤكدا حرص نواكشوط على توطيد العلاقات التاريخية والأخوية القائمة، وتعزيزها في مختلف المجالات، وعلى صعيد التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب، وفي ضوء التقدير الذي توليه بلاده لدور مصر ومكانة الرئيس السيسي السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية.
إن اللقاء يأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة، وتفعيل التعاون المشترك بينهما في المجالات العسكرية والأمنية، ودور موريتانيا المهم في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
أن العلاقة بين البلدين فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب قوية جدا، سواء من خلال العلاقات الثنائية مع الدول في القارة الأفريقية أو من خلال العلاقة مع منطقة الساحل بصفة عام،وهناك دعم مصري لموريتانيا في هذا الاتجاه.
تتسم العلاقات المصرية - الموريتانية بطابع خاص ، فالإتصال والتواصل بين الأشقاء فى موريتانيا وأرض الكنانة، كان وما زال مثمراً ومستمراً منذ عهد بعيد يعود إلى ما قبل الإسلام؛ فقد عبرت القبائل الحميرية الصنهاجية مصر متوجهة إلى المغرب العربى بعد انهيار سد مأرب فى القرن الثانى قبل الميلاد.
ثم عبرتها القبائل العربية الهلالية والسليمية والمعقلية الحسانية فى القرن الخامس الهجرى فى طريقها الطويل إلى المغرب العربى وظل التواصل الروحى والفكرى الموريتانى المصرى قوياً عبر الجسور العلمية واللغوية وبواسطة الدراسة والتدريس فى الأزهر الشريف والجامعات والمعاهد المصرية التى خرجت الكثير من الطلاب الموريتانيين
تعمل الدولتان على تطوير وتنمية العلاقات بينهما في شتى المجالات وفي يوليو 1963 قام أول وفد رسمي موريتاني بزيارة مصر، بدعوة من حكومتها ليكون ذلك بداية العلاقات بين البلدين .
كما لعبت مصر دورا هاما وفعالا فى تسوية الخلاف الذى نشأ بين موريتانيا والسنغال فى عام 1989 م عبر توقيع إتفاقية سلام بين البلدين بوساطة مصرية فى عام 1992. وقامت موريتانيا بدعم وتأييد 17 ترشيح مصرى لشغل مقاعد أو مناصب فى منظمات دولية وأفريقية.
حرص الجانبين على تعزيز علاقاتهما في كافة المجالات، و الحفاظ على دورية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين، بحيث تحقق كافة الأهداف .
وهناك حالة من الزخم تشهدها العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في أعقاب زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى مصر في أبريل 2016.
وما تلاها من زيارات رسمية رفيعة المستوى بين البلدين، وعقد اجتماعات للجان الفنية المشتركة بهدف تطوير العلاقات الثنائية واستشراف آفاق جديدة للتعاون في شتى المجالات.
تتفق رؤى البلدين بشأن المستجدات على الساحتين العربية والأفريقية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن ، فضلاً عن القضية الفلسطينية فضلا عن جهود مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة سواء على المستوى الثنائي أو في إطار تجمع دول الساحل
تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطوراً في مجالي التجارة والاستثمار و مواصلة العمل لتعزيز التبادل التجاري والتدفقات الاستثمارية بين البلدين، من خلال توفير البيئة القانونية المواتية وبناء الشراكات بين الفاعلين في المجالات التجارية والاستثمارية سواء على المستوى الرسمي أو القطاع الخاص، كما يعمل البلدان على إنشاء أول مجلس مشترك لرجال الأعمال المصريين والموريتانيين .
وتعزيز التعاون الاقتصادى فى مجال الصيد والثروة السمكية والزراعة والثروة الحيوانية والدواء والمبادلات ومواد البناء..وذلك للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بما يخدم البلدين. وهناك بالفعل تعاون قائم بين رجال الأعمال فى البلدين
قدمت مصر 6 منح تدريبية لتأهيل الكوادر الموريتانية، للتدريب بالمركز الدولي للزراعة في مجالات المياه والأراضي، وإدارة المزارع السمكية، وإنتاج وصحة الحيوان، وذلك في إطار تعزيز سبل التعاون الزراعي المشترك بين البلدين.
كما تفتح موريتانيا أبوابها أمام رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بحكم امكاناتهم وخبراتهم الكبيرة وهناك يوجد شركات مصرية تعمل بالفعل في مجال رصف الطرق في موريتانيا
في مارس 2018 قام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بزيارة إلى موريتانيا ، وحظيت باهتمام وحفاوة كبيرة من أبناء الشعب الموريتاني، حيث فضيلة الإمام الأكبر بافتتاح المركز الثقافي الإسلامي في نواكشوط؛ والذي من شأنه أن ينشر قيم وتعاليم الدين الإسلامي الوسطية والسمحة في منطقة غرب أفريقيا.
وقد حرصت مصر على تدعيم علاقاتها الثقافية بموريتانيا منذ القرن الماضي من خلال إنشاء المركز الثقافى العربى المصرى فى موريتانيا عام 1964، ليقوم بدوره الريادي منذ 45 عاما ، في حمل لواء التعريب ونشر وتوطيد العلاقات الثقافية بين الشقيقتين مصر وموريتانيا.
المركز الثقافى المصرى منذ إنشائه بواجبه من توفير الكتب فى مختلف فروع المعرفة، وعرض الأفلام السينمائية والوثائقية، وتنظيم المحاضرات والندوات الثقافية، واحياء المناسبات الوطنية والقومية والدينية، وفتح فصولاً لتعليم اللغة العربية، وتعليم الخط العربى ، ومحو الأمية. كما يقوم أيضاً بتنظيم دروس تقوية لطلاب الشهادة الإعدادية والثانوية (البكالوريا) وانشاء الفرق المسرحية ، وتنظيم المسابقات الأدبية ورعاية المواهب الموريتانية الواعدة.
وبفضل جهود المركز الثقافي المصري دخلت الأجناس الأدبية الحديثة في الأدب الموريتاني، مثل القصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقالة والنقد الأدبي وتاريخ الأدب، وبفضله وبفضل الأساتذة المصريين انتشر الخط المشرقي الجميل في أوساط الشباب الموريتاني الناهض، وبفضله أيضاً نجحت تجربة الشهادات الوطنية العربية التي أقرت عام 1974م، فكان يوفر المراجع والمقررات المنهجية وينظم دروساً يومية في العلوم والرياضيات والجبر والفيزياء والفلسفة.
والاتفاقية الثقافية التي وقعت بين مصر وموريتانيا تمثل نقلة نوعية في العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين؛ وفرصة ثمينة لتبادل الخبرات في مجال الخبرات العلمية والثقافية في مختلف الفنون الثقافية مثل الأدب والرسم والآثار .
وقعت الدولتان برنامجاً تنفيذياً للتعاون فى مجال التعليم العالى بين الحكومتين المصرية والموريتانية للأعوام يهدف البرنامج التنفيذى إلى إقامة تعاون مباشر بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالى والمراكز العلمية فى كلا البلدين من خلال عقد اتفاقيات ثنائية، وتبادل الزيارات بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمعاهد العليا التابعة للتعليم فى كلا البلدين سنوياً لإلقاء المحاضرات والمشاركة فى الندوات والمؤتمرات العلمية.
وتبادل الخبراء والمتخصصين والمعلومات والأبحاث العلمية والأدبية والمؤلفات المنشورة فى مجال النظم التعليمية لدعم الاستفادة المشتركة بين الجانبين.وتقدم مصر 40 منحة للطلاب الموريتانيين سنوياً فى مختلف التخصصات العلمية طبقاً لاحتياجات الجانب الموريتانى.
التعليقات