عندما أراد الله سبحانه وتعالى تنزيل القرآن الكريم اختار أن ينزله متفرقا .... حيث تنزل كل آية في واقعة أو نازلة تفسرها فيسهل فهمها .... كانت الآية تنزل كالرد على السؤال .... عندما سُئل الرسول (ص) عن الروح وعن ذي القرنين وعن أصحاب الكهف ... قال (ص) سأخبركم غدا عما سألتم عنه ولم يقل إن شاء الله فتأخر عنه الوحي عقابا .... فترة قيل إنها وصلت خمسة عشر يوما ثم نزلت أجوبة الأسئلة الثلاثة وآية "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله" .... وكثير من القصص والمواقف الأخرى التي آثر فيها الله أن ينزل آياته بوقائع تعين على فهمها فهذه الطريقة هي الأفضل في النصيحة وتوصيل المعلومة ....
إذا أردت أن تقنع أحدا بما تؤمن به فعليك بالعمل لتوضيح ثمار هذا الإيمان عليك أن تكون ناجحا بسببه فهذه الطريقة مجزية أكثر من الدعوة مباشرة ....
لنتذكر لاعب الجودو المصري محمد رشوان .... الفائز بالعديد من الميداليات في العديد من البطولات العالمية ولكن ما نتذكره أكثر من فوزه في تلك المباريات .... هي هزيمته في نهائى أوليمبياد لوس أنجلوس ١٩٨٤ أمام الياباني (ياسوهيرو ياماشيتا) .... لأنه رفض استغلال إصابة اللاعب الياباني حيث كان مصابا بقطع في الوتر الداخلي للقدم اليمني أثناء تدريباته .... آثر الهزيمة بشرف على فوز فيه تجزؤ لمبادئه التي نشأ عليها .... فأخذ الفضية في وسط تصفيق حاد من الجمهور احتراما له .... وفي يوم المباراة أصدرت منظمة اليونسكو بيانا أشادت فيه بتصرف اللاعب محمد رشوان ومنحته ميدالية الروح الرياضية .... كما أخذ جائزة اللعب النظيف .... وجائزة أحسن خلق رياضي في العالم من اللجنة الأوليمبية الدولية للعدل، .... كما كرمه الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك ومنحه أرفع الأوسمة ....
قدره امبراطور اليابان والشعب الياباني بأسره واستقبلوه استقبال الملوك .... مع إشهار إسلام أكثر من ثلاثة آلاف شخصا بسبب هذه الواقعة منهم فتاة يابانية تزوجها اللاعب محمد رشوان وهي أم لأبنائه الثلاثة ....
وفي وقتنا الحالي رأينا مثل هذا في اللاعب المصري محمد صلاح .... الذي أبهر العالم بنجاحه مع تمسكه الشديد بدينه وأخلاقه بل وأكثر من هذا حيث نسب نجاحه لدينه أكثر من مجهوده موضحا هذا في سجدة شكر إلى الله بعد كل هدف يسجله وسط جماهير الشعب الإنجليزي على أرض بريطانيا .... فاحترمه الناس واحترموا دينه معه ....
لمحمد رشوان ومحمد صلاح وأمثالهم الذين نتمنى كثرتهم تأثير كبير في نشر الدعوة الإسلامية في أنحاء العالم حيث أثرت مواقفهم النبيلة الدين الإسلامي أكثر من هتافات الكثير من الشيوخ والداعين ولو كانت مبالغة فهي مبالغة لا تنفي الأصل ....
وهذه الطريقة هي المتبعة الآن في التربية أو ما يعرف باسم التربية الحديثة .... البعيدة كل البعد عن الأمر والنهي المصمت بدون مبرر أو تفسير .... يُقال الآن أن ابنك مرآة لك .... فإذا أردت أن يأكل طعاما صحيا فافعل أمامه .... وإذا أردته أن يقول الصدق فلا تكذب أمامه .... إذا أردته أن يكون على خلق حسن متمسكا بتعاليم دينه فكن كذلك ....
قيل إذا أردت تغيير العالم فابدأ بنفسك .... كن ناجحا ذا قلب سليم مناضل شجاع .... كن صاحب رؤية وهدف سامِ نبيل .... كن القدوة الحسنة .... فإذا فعلت كنت الداعي لدينك ووطنك وفكرك ....
ويكون خير ما فعلت ....
التعليقات