دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي كضيف شرف فى احتفالات الهند بـ"يوم الجمهورية" جاءت لتؤكد مدى تطور وعمق العلاقات بين البلدين الصديقين؛ وتكريما للعلاقات الثنائية الممتدة بين البلدين، حيث تدرك القاهرة ونيودلهى الدور الذى تلعبانه لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمى والدولى بوصفهما دولتين رائدتين فى محيطهما الإقليمي.
إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الهند تأتي في سياق السياسة الخارجية المصرية ، بما يعظم التنمية في الداخل وينعكس بالإيجاب على المواطن المصري والهند تعتبر خامس أقوى اقتصاد على مستوى العالم عن ما تملكه من تجربة تنموية كبيرة
أن العلاقات المصرية الهندية تاريخية ومتشابكة منذ عقود طويلة باعتبار ما واجهته القاهرة والهند من أحداث وثورات متزامنة كثورة 1919 وحركة استقلال الهند.
وقيام مصر والهند بدورا هاما وأساسيا فى "حركة عدم الانحياز" والذى يعد استلهام مبادئها ضروريا فى مرحلة التوتر والاضطراب الدولى الراهنة بسب الأزمات والنزاعات القائمة والحرب الروسية الأوكرانية التى أدت لمزيد من الاستقطابات بالعالم.
أن القاهرة ونيودلهى مرشحتان لتحقيق الإسناد الدبلوماسى المطلوب لدول العالم الثالث لمواجهة تلك الاستقطابات ولمجابهة حالة عدم الاستقرار السياسى الراهن على الساحة الدولية فى ظل تداعيات الحرب الدائرة فى أوروبا،
أن مصر والهند قوتان إقليميتان وشريكتان فى العمل من أجل تحقيق أمن واستقرار المناطق المحيطة بهما فى إقليمهم وكذلك أمن البحر الأحمر والخليج وخطوط الملاحة الدولية والتجارة.
أن مصر والهند تحرصان على استقرار تلك المنطقة الحيوية التى ترتبط بها القاهرة ونيودلهى بمصالح استراتيجية، البلدان بنموذجين يحتذى بهما حيث حققتا قدرا كبيرا من النمو والتقدم الاقتصادى
أن التبادل الاقتصادي بين مصر والهند تجاوز 7.5 مليار دولار، فضلا عن وعود بتجاوز التبادل الاقتصادي إلى 12 مليار دولار لتكون الهند بذلك ضمن أوائل الدول الشريكة لمصر.
مصر تمثل للهند بوابة لبضائعها نحو الأسواق الأفريقية، وما تشهده القاهرة من تنمية شاملة ومنها قناة السويس.
أن اقتصاد الهند مرشح ليكون فى المركز الثالث عالميًا مع حلول عام 2030، إضافة عن امتلاكها الكثير من التكنولوجيات منها تكنولوجيا المعلومات والتى يمكن أن تساند جهود مصر من أجل تحقيق التنمية والنهضة الحديثة خاصة فى ضوء انفتاح القاهرة على الاستفادة من نيودلهى.
الهند لديها شركات كبرى تساهم أيضا فى تحقيق تعاون اقتصادى وتأسيس صناعات مشتركة والاستفادة من تجارب الاخر وحجم التبادل التجارى بين البلدين - الذى يقف اليوم عند رقم هام للغاية وهو 7 مليارات دولار تتناصفهما الدولتان والمرشح لانطلاقة كبرى خلال السنوات المقبلة.
خلال زيارة الرئيس السيسى للهند أجتمع بمجتمع الأعمال الهندى؛ الذى يستثمر فى مصر نحو 3 مليارات دولار؛ ما يعد من الفرص الهامة التى يمكن أن تساهم فى تعزيز العلاقات بين الجانبين حيث تمتلك مصر ؛كما يعرض دائما الرئيس فى زيارته الخارجية العديد من الفرص الواعدة؛ وبالتوازى تدرك الهند ما حققته مصر من نجاحات خلال الأعوام الماضية خاصة فى مجال البنية التحتية الحديثة؛ واجتذاب المستثمرين ما يؤهلها لكى تكون شريكا اقتصاديا هاما للهند.
أن الهند تسعى لمزيد من التشاور السياسى والأمنى والعسكرى والزيارات المتبادلة بين البلدين بالإضافة إلى دعوة مصر كضيف شرف فى اجتماعات مجموعة العشرين التى ستترأسها الهند العام الحالى؛ لتعطى مصر مساحة هامة فى التفاعل والتأثير على التوجهات الاقتصادية والتنموية الدولية خلال هذه المرحلة الهامة.
تكامل قدرات مصر والهند يمكنه أن ينشئ منظومة صلبة قادرة على مواجهة التحديات المشتركة ؛والأزمات الدولية المستجدة، بما في ذلك أزمتي الطاقة والغذاء.
إن جلسة المباحثات التى جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رئيسة الهند، دروبادي مورمو، تم تناول "الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة العلاقات الثنائية بين البلدين"، كما التقى برئيس الوزراء ناريندرا مودي، ووزير خارجية الهند سوبرامنيام جايشانكر .
وحرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الهند، التي تمثل ركيزة مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط؛ والتطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الهندي خلال الفترة المقبلة ؛بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.
التعليقات