يمتلك العديد من كاتبى الروايات القدرة والموهبة على شد ولفت أنتباه القارئ لمتابعة أحداث الرواية حتى أخر سطر بكل شغف ونهم ، ويستطيع البعض منهم أن يجعل منك كقارئ حريصا كل الحرص على متابعة إصداراتهم الجديدة وانتظارها بفارغ الصبر كل حين ، والأكثر من ذلك حيث يستطيع هذا الكاتب المتميز أن يجعل منك كقارئ أداة تسويقية لأعماله بشكل غير مباشر، يحدث ذلك عند تناولك أوعرضك لمحتوى هذة الرواية أو النوفيلا على الأصدقاء أو محبي القراءة على صفحات السوشيال ميديا أوماشابه ذلك.
الكتاب الذي بين يديك ليس برواية فيها سرد ووصف وحوار حتى أخبرك بمدى أعجابي وأندهاشي لها ، وليس فيها من حبكة أو ظهور لشخصيات بشكل مميز للقبض على عناصر الرواية ، كما أنها غير مبنية على الموقف الذي قد يأتي أولا ثم تليها الشخصية ومن ثم السرد والكثير من هذا المنوال الذي يضفي على الرواية شكل مميز لصالح جمهور القراء.
الكتاب يشرح باختصار موجز وبأسلوب سلس وبديهي للقارئ المبتدئ أو لمحبي خوض تجربة الكتابة ، كيف يمكنك أن تخطو خطواتك الاولى بكل ثبات وروية للكتابة السهلة أو على الاقل للاستمتاع بتقييم رواية ما بشكل صحيح الى حد ما ، مما يكمن له الأثر لاحقا في كيفية أختيارك للكتب والروايات بعد ذلك.
الجديد في هذا الكتاب الذي أراه مختلفا في نهج خط جديد لتعلم الكتابة بشكل بسيط ، كونه يشير الى بعض الأسماء اللامعة في الروايات العالمية والتي حظيت بالإعجاب الجماهيري على مستوى العالم في الطريقة التي يفضل بها هؤلاء الكتاب في سرد رواياتهم ، فعلى سبيل المثال هناك بعض الكتاب المميزين الذين لايؤمنون بوجود مايسمى بالحبكة في سياق الرواية ومنهم على سبيل المثال ستيقن كينج حيث يصف أن المشكلة لاتكم ن في الحبكة بقدر ماهي في زاوية النظر ، لان قصصهم لم تبدأ من ذلك الموقف.
أسماء أخرى تكفر بالحبكة ولايخططون لها في رواياتهم أمثال إيزابيل الليندي في رواية " أبنة الحظ " أو خالد حسيني في "عداء الطائرة الورقية " أو راي برادبيري في رواية " فهرنهايت 451".
وعلى النقيض يؤمن بالحبكة كلا من إبراهيم نصر الله في " زمن الخيول البيضاء" وكذلك جوزيه ساراماغو في " كل الأسماء" والعم نجيب محفوظ في "زقاق المدق"
تتجه بثينة العيسى بعد ذلك إلى شرح استراتيجات الكتابة من حيث الكتابة الوصفية والحبكة والإيقاع وماذا يمكن للكاتب أن يصف في روايته ، ثم تتحدث عن أدوات الكتابة من حواس وقوة التفاصيل ومنطق النص والوصف والمجاز وكيفية الانتقال من الوصف الحسي الى الوصف المجرد.
الكتاب صغير الحجم لايتجاوز مائة وثلاثون صفحة ومدعم في آخر كل فصل من فصوله الأربعة بورشة عمل مبسطة تطلب فيها الكاتبة المميزة بثينة العيسى من القارئ أو ممن يتطلعون الى كتابة الرواية بعمل نص سردى بسيط لموضوع ورشة العمل، أو تقوم الكاتبة بإختيار كتاب معين- لتطلب منك عزيزي القارئ المتطلع لكتابة روايتك في يوم من الأيام أن تجيب على بعض الاسئلة الواردة في ورشة العمل ، وذلك كتدريب عملي لورشة عمل في كتابة الرواية دون أن تكلف نفسك عناء الذهاب إليها ، لانها بكل بساطة بين يديك عزيزي القارء فى كتاب الحقيقة والكتابة.
تختتم الكاتبة بمعلومة مفادها أن الحقيقة هي بوصلة الكتابة لأنها المكان الذي نتجه إليه ونبحث عنه دوما.
شكرا بثينة العيسى على هذا السهل الممتنع.
التعليقات